
الكفاح نيوز – الكاتبة والأديبة حنان حسن الخناني
شعرة معاوية بين الكرم والتكلف
الكرم والجود هو دليل زهد بالدنيا وحسن ظن بالله تعالى ودليل على الاصل الطيب ويستحوذ الانسان الكريم على محبة الناس له والتفافهم حوله لأنه دائما يتصف بعطاءه وكرمه كما انه يفوز بحب الله له وتحصل له البركة في ماله وعمره واهله فما اجمل ان نتصف بهذه الصفات الرائعة التى تحقق التكافل الاجتماعي في المجتمع. والعالم باسره !!!
يتصور البعض أن الكرم مقتصراً فقط على بذل المال، ولكن هذا مفهوم خاطئ ، فالكرم له صور وامثلة عديدة منها :
قضاء الحاجات :
إن سعي الإنسان لحاجة أخيه الإنسان يعد من أنواع الكرم والعطاء العظيم ، فبتنفيس كربة إنسان لا يجد من ينصره أو يقضي له حاجة تهمه يتحقق مفهوم الكرم !
فيأخذ بيد أخيه ويتمم له حاجة كانت شاقة عليه.فتكون معية الله معه دائما .
التخلي عن الراحة :
عندما يقوم الإنسان بالتضحية براحته من أجل أن يعين فقير أو يساعد مُسن او مسنة على قضاء حاجة، فهذا من مظاهر الجود والكرم.والانسانيه ، كما اود ان انوه ان البعض يتصور ان الكرم مقتصر على اطعام الطعام او اكرام الضيف ولكن هناك نوع اخر من الكرم وهو ان يقوم الشخص بسداد دين اخيه المسلم فيرفع عنه ثقل الدين وهمه ويكفيه شر الارق وقلة الراحه والنوم وعدم الاستطاعه لدفع ذلك الدين بدون قيود ولا شروط ترك الاجر او المقابل كأن يقوم الانسان بعمل ولاينتظر منه مقابل او اجر وذلك عندما يلاحظ ان الشخص المستفيد لايستطيع ان يدفع له الاجر وايضا هناك كرم المشاعر وكرم العاطفه ، فالانسان بطلاقة وجهه وابتسامته في وجه الاخرين. وجبر الخواطر بالكلمات اللطيفه واليد الحانيه هذا نوع اخر رومنسي من الكرم فالبعض نجده بخيل بالمشاعروالعاطفه والكلمة الطيبه وبخيل حتى بالابتسامة التى لاتكلفه شيئا. فهو بخل بحت ليس له مبرر.
فالكرم اذن ركيزه اساسية في حياة المؤمن الذي لابد عليه ان يقوم بالانفاق بكرم وعطاء فرضا وتطوعاً فالمسلم لابد ان يكون جواد كريم بطبعه وعندما يعطي لايفكر ماذا سيبقي لنفسه
متخذا كلام الله ودينه وسنة نبيه وامهات المؤمنين دستوراً له في الحياة مثل كرم عائشه رضي الله عنها عنها حين نسيت ان تبقي لنفسها افطارا وهي صائمة فتخبرها خادمتها عن نفاذ التمر بعد توزيعه فتقول لها لولا انك ذكرتيني، واقتداء بالرسول عندما قال تهادوا تحابو اوفي قصة الرجل الانصاري الذي اكرم ضيف رسول الله قال له الرسول لقد عجب الله من فعلكما الليلة في ضيفكما فانزل الله ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون )
فالكرم يجعل النفس تطيب وتسمو من الجشع وحب الذات ويملأها بروح الرضا والقناعه وطمعاً بما عند الله من الاجر والثواب لانه يحقق التكافل بين افراد المجتمع الواحد فديننا الحنيف دين الكرم والعطاء بلا حدود وربنا اسمه الكريم والاتصاف بصفة من صفات الله لهو امر عظيم عند الله. مثل الرحمة والكرم والاحسان والعطاء فهو المعطي وهو المحسن وهو الكريم جل جلاله. فهنيئا لمن طابقت صفاتهم واخلاقهم.شئ من صفات الله وهناك شعرة بين التكلف والكرم (والهياط ) فاختلطت عند البعض المفاهيم فاتهمو ا الكريم بالمبذر او المتكلف لان الكرم صفة من الله يهبها لمن يشاء فقد وعد رب العالمين ان البخيل لايدخل الجنة ولايشم ريحها وهو من الصفات المذمومه عند الله والخلق.
فبعض الناس هداهم الله لم يعطيهم الله هذه الصفة رغم مقدرتهم الماليه والماديه فاخذو يتهمون الكريم بصفات لاتليق به
وهناك ابواب في امهات الكتب تتحدث عن ذم البخل ومدح الكرم والجود.
ولقد ذكر الله ومدح من يطعم الطعام فقال تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماً واسيرا ) وفي اكرام الضيف وقال رسول الله (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه )
فبعض الناس قطعت صلتها ببعضها بحجة عدم التكلف ومنعت نفسها من الصلة والزياره. بحجة ان لايتكلف الناس لهم فلماذا تقطعونهم وتحرموهم من اجر اقراء الضيف، واخيرا اكرمك ولست مجبر ان تكرمني بالمثل ولكن ليس من حقك ان تمنعني من ان اكون كريماً وتعيب علي كرمي وتنقده لمجرد انك لاتريد ان تكون كريما.