أمضيت فترة وأنا أبحث عن تعريفات لوسائل التواصل الاجتماعي ، أو ما يعرف بوسائل الإعلام الاجتماعي ، فلم أجد في أي من التعريفات ما يشير إلى أنها وسائل للإعلان ، أو هي وسائل للإعلام ، فجل التعريفات أشارت إلى أنها تمثل ” قفزة كبيرة للتواصل من خلال الشبكة العنكبوتية بشكل تفاعلي أكبر من السابق “.
وفي تعريف الاقتصادي الالماني أندرياس كابلان ، والكاتب البريطاني مايكل ها نلين ، نجد أنهما اتفقا على أنها “مجموعة من تطبيقات الإنترنت التي تبني على أسس الأيديولوجية والتكنولوجية من الويب 2، والتي تسمح بإنشاء وتبادل المحتوى الذي ينشئها المستخدمون”.
وإن غدت وسائل التواصل الاجتماعي حاليا سوقا رائجة لمن وصفوا أنفسهم بــ ” مشاهير السوشيال ميديا ” ، والذين اتخذوا من هذه الوسيلة مصدر رزق لهم من خلال الإعلانات التي يبثوها ، وقد نعذرهم لكونهم باحثين عن عائد مالي من خلال تسويقهم للمنتجات، لكن ماذا عن بعض الشخصيات الرسمية وتلك الاجتماعية التي نقدرها ونحترمها ، والتي تحولت من مركزها المرموق إلى مركز متدني بصور سلفي ملتقطة مع الآخرين ، فذكرتنا بالأطفال والمراهقين الذين يتسابقون نحو الشخصية العامة لالتقاط صورة سلفي معها ، ونشرها بالمواقع الاليكترونية لأشعار الآخرين أنهم التقوا بها.
إن ما نحتاج إليه اليوم ليس العمل على تحذير المجتمع من المراهقين الذين لاهم لهم سوى نشر الصور والمقاطع ، بل العمل على دعوة الشخصيات التي يقتدي بها الآخرون ونحترمها أن تترفع عن مثل هذه الوقفات.
وعلينا أن نعمل على توظيف وسائل التواصل الاجتماعي بشكل جيد لترتقي أفكارنا وتنمى قدراتنا ، ونعمل على توجيه رسائل مؤثرة لخدمة المجتمع تحمل التوجيه والإرشاد للناشئة والمراهقين ، وتحفظ للجميع مكانتهم في المجتمع.
وأن نسعى لبث روح الحوار والنقاش بأسلوب ثقافي ، ليخرج العمل حاملا ثمارا جيدة ، فالكلمة نور تضيء القلوب ، وجمالا يزين العقول ، بمعانيها الصادقة ، والحوار متعة للعقل ، وارتقاء للفكر ، ومن خلاله نصل إلى نتائج جيدة وثمار يانعة تنمي الفكر الإنساني وتوسع آفاقه ، فارحمونا من صور السلفي ، وارتقوا بفكركم ، واحترموا مكانتكم .
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com