
قد تكون نظرة البعض للأستاذ أنه مجرد معلم كغيره من المعلمين الذين يقفون أمام الطلاب داخل الفصل لشرح الدروس ، فيما يرى آخرون أنه أستاذ ومعلم وموجه وناصح ، أفادهم بعلمه ، كما أفادهم بذكائه فجعلهم أثرياء دون غيرهم ، وبتوجيهه ونصحه وزنوا الأفعال وحلوا المعادلات ، ومن خلاله وصولوا لأرفع الدرجات وأعلاها ، لذلك حينما يصر بعضهم على ضرورة عودته لمنصبه حتى وإن بلغ من العمر عتيا ، ومنح التقاعد كغيره من موظفي القطاعين العام والخاص ، لأن في بعده بعد لهم.
وإن كان ثمة آخرون يرفضون عودته ، ويرون أنه لابد من افساح المجال للكوادر الشابة لتولي المهمة ، لأنهم يرون من وجهة نظرهم أن عملية شرح المقرر تحتاج لجهد فكري وجسدي ، وهي متطلبات أساسية لا تتوفر لدى الأستاذ إن عاد نتيجة لكبر سنه ، واعتلال صحته ، وقد يكون رايهم مصيبا ، لكنه ليس نهائيا ، فمن الممكن أن يمارس الأستاذ عمله بشكل جيد سواء شرحا ، أو إدارة في ظل تواجد الاجهزة اﻻليكترونية التي غدت عاملا مساعدا للكثيرين ، غير أن المعارضين لفكرة عودته يرون أن من بلغ من العمر عتيا لا يمكنه التعامل مع الأجهزة اﻻليكترونية ، لأنه لا يحمل فكر الشباب الطموح.
وبين الرغبة في عودة الأستاذ ، ورفضها من البعض الآخر ، فإن الواقع يؤكد بأن الأنظمة وإن كانت لا تسمح بعودته ، كما أن صحته لم تعد تساعده على العمل لا معلما ولا مديرا ، فهناك كثيرون ينتظرونه في ظل بروز المعلمين الشباب الذين يجهل البعض منهم طرق وأساليب التعامل الأطفال والناشئة ، مما جعل البعض من الطلاب ينفرون منهم.
والمطالبة بعودة الأستاذ الذي عشقه طلابه ، لم تأتي إلا من محبته وتقديرا لمكانته ، في ظل وجود التنافس الاليكتروني الذي حول المعلم إلى مجرد ريبروبت.
وإن كان يوم المعلم يصادف الخامس من أكتوبر كل عام ، فأملي أن يسعى التلاميذ لجعل كل أيام أستاذهم عيد.
وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي حينما قال :
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com