
في الذكرى السنوية لليوم العالمي للغة العربية. قبل ان ابداء في بحثي هذا عن هذا اليوم الذي يحتفل به العالم فاني أواكد بان اللغة العربية والخط العربي احدهما مكمل للأخر وان متابعتي واهتمامي للخط لا يقل عن اهتمامي باللغة فقد شاركنا دولة الامارات للمرة الرابعة بدعوة مشكورة من سمو حاكمها ما جعلني لا استطيع الحضور داخل المملكة حيث وصلتني الدعوة من الرياض.
وبالرجوع الى موضوع اللغة العربية وباختصار حيث انها بحر واسع لا حدود له ٠ فقد استعرضت الجهود الخيرة التي قام بها علماؤنا بالحفاظ على قواعد اللغة العربية وسلامتها عبر السنين الطويلة فقد جمعوا النصوص العديدة التي بدورها قادتني الى هذا البحث المختصر اما تفاصيل ذلك فسأذكره في كتابي الجاهز للطبع (عربيتنا وحروفها يستصرخان) فقد تناولت في بحث اليوم الخطوات الجبارة التي خطاها علماء هذه الامة ودورهم العظيم في الحرص الشديد تجاه لغتنا الخالدة ولكن مما شجع وزاد على ذلك حرص القيادة الحكيمة ان حفظت لنا تراث امجادنا وعز حضارتنا فقد تعاضدت مع هؤلاء المثقفين وشجعتهم في نقل ما انتجته العقول النيرة من ابناءنا بعد ان كان الاهتمام ايام الفتح الاسلامي منصبا على اعظم كتاب عرفه اللسان البشري وهو القران الكريم هذا ابو بكر يجمعه وهذا عثمان يوحد نصه وهذا علي يكتبه رضي الله عنهم جميعا حيث يحاول الخليفة الرابع ان يضع اللبنات الاولى لقواعد اللغة العربية التي نحن بصداها ثم يطلب من ابي الاسود ضبط الحرف من حيث الحركات واستخدام التنقيط وسيلة لذلك.
وجاء بعده عالمان جليلان هو يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم وقاما بدور عظيم اوجدا الاعجام فعصما الحرف العربي من التصحيف والتعريب وفي اواخر القرن الثاني هدد سلامة الامة العربية ولغتها المد الشعوبي وفي عام ٦٥٦ هجري سقطت بغداد على يد هولاكو فانكسرت هيبة الامة العربية وتمزق جسدها وطمست حضارتها وخيرتها الفكرية بعد ان انهارت مكتبتها العظيمة ثم جاء الاحتلال البريطاني في وطننا العربي وفعل ما فعل والان ومع كل المؤامرات التي حاكها اعداء الاسلام ولغته وحرفه فان الامة العربية لاتزال تنجب أولئك العظام الذين حافظوا على سلامة لغتهم وحرفهم العربي المبين.