
بعد مقالات عديدة نشرناها قبل سنوات متباعدة كان احد هذه المقالات عنوانه – الصانع يحذر من انفلونزا الحروف على صفحات جريدة الرياض عام ١٤٣١ عدد (١٥١٧٣) كنا نحذر من تغيير حروف الالات الكاتبة ولكن الكارثة الكبرى التي تعدت الحروف لتغير واقعنا التراثي والحضاري وتدخل بيوتنا من اوسع ابوابها لتصل الى مضاجعنا في زمننا الحاضر حيث استطاع اعداءنا تغيير واقعنا من خلال اجهزتهم الحديثة فعدلنا عنوان مقالنا اليوم من انفلونزا الى كورونا لشمولية الحدث.
فمن المساوئ الكثيرة ركزت على موضوع اللغة والحرف التي طار شررها فأصابه ابناءنا وبناتنا صغارا وكبارا وبما اننا شمرنا سواعدنا وركزنا في الدفاع عن الخط العربي منذ عشرات السنين وكتبنا في صحف متعددة وكلها نداء واستصراخ وتحذير من هذه الجمعيات الهدامة لتراثنا العربي الذي جاء وفقا لديننا ودستورنا ولما فشلت في السابق اتتها الفرصة للولوج الينا من خلال هذه الاجهزة صغيرها وكبيرها.
فقد ذكرت في صحيفة (عكاظ) عدد (٨٢٤٣) عام ١٤٠٨ بعنوان ( الالات الكاتبة تتامر على الخط العربي ) وكتبت بجريدة المدينة عام ١٤٠٨ عدد (٧٧١٢) بعنوان (الحرف العربي) الى اين وكررتها بنفس الجريدة عام ١٤٠٩ عدد (٧٧٩٦) بعنوان (حرفنا يستصرخ) وكتبت بجريدة الحياة عدد (١٦٩٠٥) بعنوان (خطاط سعودي يحذر من تحوير الخط العربي من العبري الى اللا تيني) وكررت قبلها بنفس الجريدة عدد (١٦٨٥١) عام ١٤٣٠ مقال عنوانه. (لو خلصت النية فإن حرفنا لن يموت).
وان هناك عشرات المقالات لا نستطيع ذكرها الان لنذكر الاسباب التي كتبنا فيها عن هذه المواضيع المهمة فقد شاركت في اول مهرجان عالمي للخط العربي ببغداد عام ١٩٨٨ م وقبل الافتتاح طلبوا مني القاء كلمة الوفود المشاركة وركزت بكلمتي عن تعرض حرفنا العربي من هجمات من قبل جمعيات تحارب اللغة والحرف العربي وتحاول طمس معالمها وبعد الانتهاء من كلمتي سارع لمقابلتي استاذ ومؤلف كبير يهتم باللغة والحرف العربي على مستوى الدولة وهو (الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله) المحاضر بجامعات بغداد.
حيث شكرني عما ذكرته عن المخاطر التي تكتنف الحرف وحيث طلب مني اقامة الندوات والمحاضرات وكتابة المقالات بهذا الموضوع في المملكة والخليج بعدها كتبتُ ما ذكرناه من دفاع عن اللغة والحرف ومن هذا المنطلق كانت عناوين المقالات التي ذكرنا بعضها هو ما اردنا ايصاله الى مواطنينا في المملكة والخليج لا خذ الحذر من هذه الخطط المسمومة واخرها هجوم العولمة بأجهزتها الخارقة والتي من الصعوبة ردع ما تخطط له.
فهم يحاولون بهذه الاجهزة كأنهم يريدون القول لنوجه نحن صناع الانترنت والسوشل ميديا الناس مباشرة من خلال منصاتنا ما دامت بعض الدول لا تتطرق الى ذلك وبعظها عاجزٌ عن الحل حسب ما يعتقدون ومن هذا المُنطلق فنحن نركز الان على اللغة والحرف وما اصابته من اعاقة بسبب هذه الاجهزة التي لا تحترم ولا ترحم فقد ادار الشباب ظهورهم عن مراجعة لغتنا العربية والخط العربي والتدريب على رسم الحروف بأقلام الخط الخاصة والقصبات والاحبار والتي علمت الكثيرين قواعد الخط وانواعه ولكن هذه الاجهزة تريد ان تقوم بتغيير القواعد المعروفة لدى الاوائل وتستبدلها ببرامج تضيع وتدمر ما بنوه الاجداد فتصبح التدريبات على اصول الخط وقواعده قصص ترويها الاجيال القادمة.