
عندما يولد الانسان تولد معه همومه نعم هذه حقيقه فالرضيع همه الرضاعة والنوم بلا ازعاج وان لا يشعر با لم اي كان نوعه لا نه وقتها سيطلق صرخات متواليه مكونة حاله بكائية كلفت نظر وتعبير انه يتألم.
وعندما يصبح طفل تبدأ الهموم تتمحور حول كيفية اللعب ووقته والامتع من ادواته ومن سيلعب معي وماذا البس وكيف اهرب من الالتزام بالدراسة . ثم تأتي المرحلة الاكثر هموما من المرحلتين السابقتين انها المراهقة والشعور بالعاطفة الغريزية تجاه الجنس الاخر ومن هنا تبدا الاولويات وتقديم امور على امور لان الشعور الجديد حل ضيفا على مناحي الحياه فتبدا الصراعات النفسية فقد زاد الهم . وتأتي مرحلة الشباب والنظرة للمستقبل والوقوف على حافة الاختيار ومفترق الطرق انها ادق مرحله لان الشاب او الفتاه يبدا الواحد منهما بتحديد ملامح مستقبله وذلك يحتم عليهما التخلي عن بعض الاعباء التي تعوق الانطلاق نحو الهدف وهذا التخلي يشكل الم من نوع خاص لا يشعر به المرء الا في نهاية الطريق بعد الوصول او الاقتراب من الوصول فيتذكر واحيانا يندم ويتألم عل الترك والتخلي.
فبعد هذه المرحلة تأتي مرحلة النضوج التي تحمل كل الهموم نعم كل الهموم في راس واحد وقلب واحد ولكن في هذه المرحلة يكون الانسان قد ملك قراره وتمكن من ادواته فتجده يقود المرحلة بكل اقتدار ويرتب اولوياتها ويوزع همومها على مراكب الحلول التي تبحر في بحر الايام وكل مركب له وقت للانطلاق وبجدول اولويه زمنيه ومكانيه لوجهة الحل . وبعدها تأتي مرحلة الشيخوخة وهنا الهم الاقل ولكن يحل محل الهم الندم على التفريط والترك ويشعر الانسان بالألم المؤجل على ما فاته من حياته التي ترك فيها امور من اجل ان يتخفف وينطلق بسرعه نحو هدفه الحياتي ظنا منه انه سيكون اول الواصلين بخفته وتخففه بل واستخفافه.
ما اقصده ان لكل مرحله حياتيه هم والم يوازي المرحلة ويختلف من شخص لا خر بحسب المقدر له ولكن هناك خطوط عريضة يجتمع فيها كل البشر حتى لو اختلف شكل الهم واختلف قالبه ولكنه في النهاية هم مشترك لذرية ادم وحواء.
كلمتين ونص :
لا تصدق ان هناك حياه بلا هم ولكن الفن ان توزع هذا الهم على شكل اولويات توجد لها حلول وفق ما وهبك الله من عقل وحكمه وتدبير بعد التوكل عليه سبحانه وتعالى.
لتواصل مع الكاتب @Emad21209