تابع المطوفون خلال الأيام القليلة الماضية عملية التسليم والاستلام بين مجالس إدارات مؤسسات الطوافة الملغاة ، ومجالس إدارات شركات الطوافة المنشأة حديثا ، والتي تمت بأسلوب راق فلم تظهر أية اعتراضات ولم نر حالات إغماء أو انفعال كما كان يحدث سابقا.
لأن رؤساء وأعضاء مجالس إدارات المؤسسات الحاليين سواء كانوا منتخبين أو معينين مدركين تماما بأنهم مكلفون بالعمل والإشراف على أعمال وأنشطة المؤسسات خلال فترة زمنية محددة ، وأن هناك واجبات ومسؤوليات ملقاة على عاتقهم.
ومن ابرز واجباتهم مغادرة مواقعهم لإفساح المجال للآخرين لتولي مسؤولية الإدارة ، فتجديد الدماء من الأسس الإدارية الناجحة ، لأن ” الهدف من الدماء الجديدة ليس استمرار الآلية السابقة أو الطريقة القديمة أو النتائج السنوية العادية بل الهدف هو تغيير ذلك كله إلى ما هو أفضل وعلى كافة المستويات فعندما يمس التغيير رأس الهرم فهذا يعني أن كل من هو في ذلك الهرم قابل للتغيير ” ،والتغير سنة الحياة والتجديد فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وكما يقال ” الشيء الوحيد الثابت في الحياة هو التغيير المستمر ” ، وإن كان الكون يتجدد ويتغير فمن الحري بالإنسان أن يتغير نحو الأحسن وإلا كان مصيره الجمود.
والمتابع لعملية تسليم واستلام شركة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا ، يلحظ أن رئيس المؤسسة السيد / طارق بن محمد عنقاوي ، أدرك أنه لابد من التغيير ومغادرة موقعه لإفساح المجال للآخرين فغادر تاركا آثرا جميلا متوافقا مع مقولة : ” إن لم تترك أثرا جميلا فلا تترك عكس ذلك ، فعدم ذكرك أفضل من ذكرك بسوء ” ، وبرز كسب العنقاوي لثقة واحترام الكثير من المطوفين ، في آخر انتخابات أجريت عام 2015 م ، فاستطاع أن يحقق فوزا كاسحا متفوقا على منافسيه.
واليوم وبعد أن ترجل السيد طارق عنقاوي عن صهوة جواده بعد مسيرة حافلة بالأعمال والإنجازات المحققة ، فإن الكلمات لن توفيه حقه ، لأن الحقبة الزمنية التي قضاها رئيسا للمؤسسة حقق بها ما عجز الآخرون عن تحقيقه ، على مدى عقود ، وسيبقى الكثير من المطوفين حاملين له طيب الذكر والمحبة والتقدير.
وإن اختلفت أو اتفقت معه على مدى السنوات الماضية ، فإن هذا لا يعني تجاهل ما قدمه ، فهو كما قال الشاعر محمود البارودي.
أَلا إِنَّ أَخْلاقَ الرِّجَالِ وَإِنْ نَمَتْ
فَأَرْبَعَةٌ مِنْهَا تَفُوقُ عَلَى الْكُلِّ
وَقَارٌ بِلا كِبْرٍ وَصَفْحٌ بِلا أَذَىً
وَجُودٌ بِلا مَنٍّ وَحِلْمٌ بِلا ذُلِّ
فشكرا للسيد طارق عنقاوي على ما قدم ، وتمنياتي له بحياة أفضل.
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com