
شاء الله تعالي أن أمر بسيارتي من الشوارع الخلفية في حي الرصيفة بمكة المكرمة وتحديدا خلف جامع الأميرة حصة السديري الذي يعرف عند أهل مكة بإسم مخطط الأمير أحمد ، كنت أسير بشكل طبيعي داخل الشوارع الهادئة والخالية من أي زحام وفجأة عند أحد الشوارع وجدت زحام غير طبيعي قلت في نفسي لعله توجد مدرسة داخل الحي ، لا سيما وإن التوقيت الذي كنت أسير فيه كان يصادف وقت الظهيرة والذي يتزامن مع وقت خروج الطلاب من مدارسهم ، لكن لم ألمس أي حركة تشعر بوجود مدرسة فالشارع خالي من وجود أي طالب ، وفي ظل ما كانت السيارات التي كانت تسير أمامي تتحرك ببطيء ، كنت ألمح من بعيد أن بعض السيارات تتوقف وسط الطريق ويبادر أصحابها أو الراكب المرافق بفتح شنطة السيارة للحظات وتغادر السيارة المكان ، وعندما اقتربت أكثر وجدت العديد من الأشخاص على كراسي متحركة ، كان يدفعها البعض إلى داخل أحد المباني والبعض الأخر من الكراسي المتحركة يدفع بها إلى الخارج ، فألمح بعيني في المبنى الذي كانت تدفع إليه الكراسي المتحركة أو التي تغادره ، لوحة بأحرف بارزة مكتوب عليها ( مركز التكافل الاجتماعي الخيري لغسيل الكلى ) ، حمدت الله على الصحة والعافية وغادرت المكان بإتجاة الشارع الرئيسي.
وأنا في الطريق كنت أقول في نفسي ” حي الرصيفة ” أمر منه بصورة شبه يوميه ولم أعلم عن هذا المركز الذي مررت منه إلا اليوم ، ربما أن الأمر رساله إلهية لكي يعرف من يمر بالشوارع الرئيسية وهو ينعم بالصحة والعافية ، كم من مريض يئن من الألم في الشوارع الخلفية ، أو في المستشفيات ، وأن من يسير على قدميه وهو بصحة وعافية في الحي الذي يسكنه ، كم وكم حوله خلف جدران غرف البيوت من مرضى لا يعلم بحالهم غير الله سبحانه وتعالى.
الحمد لله ، والشكر لله على الصحة والعافية والدعوات الخالصة بالشفاء لكل مريض وجزء الله خير الجزاء المتبرعين في تخفيف معاناة المرضى من المحتاجين ، والشكر الجزيل للقائمين على مثل هذه المراكز.
قبل الختام.
المرض إبتلاء من الله سبحانه وتعالى في الدنيا الفانية ، والصبر عليه أجره عظيم في الحياة الباقية ، قال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ، ولا أملك غير الدعاء للأبن ( هاشم ) إبن أخينا وحبيبنا المهندس محمد رافع الذي علمت مؤخرا أن حالته الصحية تستدعي تبديل الدم في جسده كل 15 يوم.
” اللهم يا عظيم .. يا كريم .. يا نافع ، يامن أنت للبلاء دافع ، إشفي ( هاشم ) إبن المهندس محمد رافع ، وأشفي جميع مرضى المسلمين . اللهم أمين ، يا رب العالمين.
للتواصل مع الكاتب : kal.makkah@gmail.com