في هذه الحياة يظل الانسان يتأثر ويؤثر فيها وبمن حوله ويتعامل مع الظروف المختلفة والمحيطة به والتي تجعل منه إنساناً قوياً ويمتلك الخبرة والتجربة الكبيرة. وما أجمل وأروع أن يكون الشخص فينا مع هذا التأثر الكبير بما حولنا من عوامل وظروف أن يكون مؤثراً أيضاً ويضع فيها بصمة وأثراً يمتد ليشمل جميع شرائح المجتمع وبمستوياته المختلفة. ولعلنا نقف جميعا لبرهة نتأمل ونتخيل كيف سيكون شعورنا عندما يأتي اليك شخصا ما ويخبرك بأنك كنت سبباً في تغييره ايجابياً وتحسن حياته على الصعيد الشخصي والمهني.
بلا شك أنك ستشعر بفرحة غامرة وسعادة لا توصف وفخوراً بذاتك وبأنك تمثل مصدراً لنشر الإيجابية والعلم والمعرفة والتغيير المطلوب لمن حولك. وقد حث القرآن الكريم على نشر العلم والمعرفة في قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ ﴾ وقوله تعالى ﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴾ كما جاء أيضاً في الحث على نشر العلم في قوله تعالى ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب الناس وذكرهم يقول لهم ﷺ: ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، وهذا فيه دعوة إلى التعاون ونقل العلم إلى الأهل والجيران والإخوان والأصحاب ولجميع من في المجتمع لتعم الفائدة. وهذه جميعها تعطينا أكبر دلالة على نشر العلم والمعرفة لمن حولنا ومساعدتهم في تحسين جودة حياتهم والتقليل من الانطباعات والمواقف السلبية التي تؤثر عكسياً على المجتمع ونموه وارتقائه. ولتكن نيتك عند القيام بهذا الدور العظيم هو الارتقاء بالمجتمع واضفاء روح المسئولية المجتمعية والتأثير البناء الذي يساهم في النهوض بالبلاد وتعزيز القيم والمبادئ الاسلامية التي ترفع من شأن الفرد والمجتمع وزيادة الوعي فيه.
وأخيراً، نحن أمام فرصة كبيرة لنكون مؤثرين من نشر المحتويات الهادفة في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تلعب دوراً كبيرا في التثقيف والتعليم ونشر العلم والمعرفة ورفع الوعي على المستوى الشخصي والمهني وما نريد أن نصل إليه من تحقيق الأهداف الرؤى بما ينعكس على مجتمعاتنا بالإيجاب والارتقاء من جميع الجوانب. ونسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً ويجعلنا هداة مهتدين وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
للتواصل مع الكاتب @Coach_Saeed_M