
كانت دولة ما تمر في أزهى عصورها الاقتصادية والسياحية والرياضية والاجتماعية، وكان شعبها ينعم برخاءٍ وازدهارٍ لا مثيل له؛ لكن ثمة دلافين تعيش في هذا المجتمع مثل دلافين المحيط تمامًا؛ دلافين تتغذى على زيادة المتابعين، وتتغذى عليك أنت؛ ليرتفع عدد مشاهداتهم ويبقوا في الترند.
البقاء في الترند هي الغاية التي قد تدفع هؤلاء الدلافين، وكل شيء من أجل الوصول لها حتى ولو كان ذلك على حساب أخلاقهم وكشف حياتهم الخاصة للناس !
فإحداهن صوَّرت نفسها مرة وصوَّرت صديقاتها في سنابة أخرى، وتدَّعي في المرتين أنها بغير قصد منها، وإحداهن أيضا عملت سيناريو لدعاية في عيادة نساء وولادة وتحدثت عن أمور خاصة جدا مع زوجها، وهؤلاء الدلافين اضطر بعضهم للكذب الذي قد يصل إلى حد الانفصام؛ فأحدهم يدَّعي أنه هو سبب من أسباب الحرب الروسية الأوكرانية: أّيُ حياة بائسة يعيشها هؤلاء الدلافين الذي وصل بهم الكذب إلى أن ينسبوا أنفسهم إلى قبائل سعودية معروفة؛ ثم تظهر بعد أن تفضح وتقول: من حبي للقبيلة الفلانية نسبت نفسي لها.
يستعرضون بمنازلهم الفاخرة وسياراتهم الفارهة وحفلاتهم الصاخبة وسفراتهم للخارج؛ دون مراعاة لذوي الدخل المحدودـ هؤلاء الدلافين هم بؤساء في حياتهم الشخصية؛ ودليل ذلك أن الأزواج منهم من يجبرون على تصوير فيديوهات معًا ومن ثم نشرها في حساباتهم الشخصية؛ وذلك لأنهم موقعين على عقود دعاية، وهم بينهم خلاف في ذات يوم التصوير!
أّي ذلٍ هذا؟ أين السعادة التي تظهرها لسيداتنا؟ إنها سعادة ظاهرية يخدعون بها متابعيهم ناهيك عن بعض الأساليب الرخيصة التي يفعلونها؛ مثل أن يطلقا ويترشقا بالكلام أو يذكرون قصصا لهم؛ وكأنهم أبطال قوميون؛ وفي الحقيقة ما هم إلا دلافين؛ مثل دلافين المحيط يحسنون الرقص والاستعراض علينا.
يحسنون الهياط والكذب وإظهار حياتهم الخاصة التي لا شأن لنا بها وللأسف يتغذون بمتابعتنا لهم! فلماذا لا نقاطعهم؛ ليتوقف هذا الاستعراض الاجتماعي الذي يهدم أخلاق أمتنا.
للتواصل مع الكاتب 0548792059