نجح فريق طبي متخصص بمستشفى حراء العام عضو التجمع الصحي بمكة المكرمة من إجراء ولادة طفل وهو لا يزال داخل الغلاف المحيط به في الرحم.
فيما وصفت إستشارية ورئيسة قسم النساء والولادة بمستشفى حراء العام الدكتورة مها مساوى بأن ولادة هذا الطفل تعتبر حالة طبية نادرة وذكرت أن الطفل ولد بعملية قيصرية في الموعد الطبيعي المتوقع لولادته.
وأكد أخصائي النساء والتوليد الدكتور أحمد قضيب ألبان الذي باشر الحالة أن المريضة وصلت إلى المستشفى عن طريق الإسعاف في حالة ولادة بالأسبوع الثامن والثلاثين ولديها عمليتين قيصريتين سابقة وتم الكشف عليها وتقرر إجراء عملية قيصرية إسعافية لها ، وأدخلت المريضة إلى غرفة العمليات وتم توليد الطفل بكامل أغشيته المحيطة به والمشيمة دفعةً واحدة ، حيث كان بالإمكان ملاحظة يديه وقدميه تتحركان بشكل واضح داخل كيس الرحم (الأمينوسي) ، وأضاف أنه حتى تم تمزيق كيس الرحم فإن المشيمة ظلت هي المصدر التنفسي الوحيد للطفل خارج جسم الأم ، واستطرد موضحاً أن الكيس الأمينوسي عبارة عن كيس يحتوي على سائل شفاف باهت اللون داخل الرحم حيث ينمو الجنين ويكبر ، حيث يساعد الطفل على حمايته من التعرض للصدمات أو الإصابات ، كما يوفر سوائل قابلة للتنفس والبلع وتحفظ درجة حرارته ثابتة ، ومن المعروف أن الكيس الأمينوسي ينفجر تلقائياً عند الولادة ، وأنه في حالة الولادة بعملية قيصرية يقوم الجراح عادةً بفتحه لإخراج الطفل وأن فرص بقاء الكيس الأمينوسي كاملاً بعد الولادة “نادرة الحدوث للغاية” وخارجة عن المألوف وتعتبر هذه اللحظة نادرة لهذا الطفل حيث عاش الثواني الأولى من حياته داخل الكيس بالمشيمة وحبل السرّة داخلها ، وتم إخراجه منها وهو بصحة جيدة وكذلك تم تسجيل خروجه من المستشفى مع والدته سليماً معافى ولله الحمد.
الجدير بالذكر أن مصطلح “en caul” يستخدم عندما يولد الجنين داخل الكيس الأمينوسي بكامله، وتحدث معظم حالات الولادة “en caul” للأطفال الخدج الذين يولدون قبل الموعد الطبيعي المتوقع لولادتهم وأن الولادات التي تتم بهذه الطريقة يقدر بأنها تحدث مرة بين كل 80 ألف حالة ولادة حول العالم.
من جهته أعرب المدير التنفيذي بمستشفى حراء الدكتور وليد عبدالحليم بن محمد حسين عن شكره وتقديره لكافة الطاقم الطبي الذي باشر الحالة كما أعرب عن سعادته بسلامة الطفل متمنياً له تمام الصحة والعافية.