“كيف تعزز الشخصية السعودية نفسيا؟” كان عنوان الحلقة الثالثة لبرنامج ” تعزيز ” الذي تشرف عليه جامعة تبوك ممثلة في كرسي الأمير سلطان بن فهد لقضايا الشباب وتنميتهم.
أجابت فيه الدكتورة سميرة الغامدي استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين والبالغين في إضرابات القلق النفسي والعلاج المعرفي السلوكي على محاور الدكتور محمد الغروي حول بناء الشخصية، وطريقة تجاوز المعقوقات الحياتية، والنواتج المستقبلية للنفس السعودية وسط هذا التطور، وكيفية المحافظة على الصحة النفسية وسط المخاوف من المستقبل.
بدأت الدكتور سميرة حديثها ببيان أن بناء الشخصية تبدأ من مرحلة الطفولة ويتم تعزيز جوانب القوة فيها والاهتمام وغرس المفاهيم والقيم الإنسانية والدينية والتعريف بحقوقه وحقوق الأخرين، مشددا على أن غرس مفاهيم العطاء والإيثار والمواطنة تبدأ من الصغار ليتم قطف الثمار عند الكبر.
وأكدت الغامدي على أهمية اكتشاف المشاكل النفسية مبكرا حتى يتم محاصرتها، مشددة على أن تأخير تشخيصها يفاقم المشكلة.
وكشفت عن تطور في مفاهيم الذهاب للعيادة النفسية عند الجيل الجديد، مشيرة إلى أنه ليس كل من يذهب للعيادة النفسية هو مريض نفسي، لكن بعضهم يحتاج للصيانة، مشيرة إلى أن كل الناس بما فيهم المختصين في الأمراض النفسية يتعرضون لصعوبات حياتية ويحزن ويقلق وقد تعيقه هذا الأمور عن اتخذا القرارات الحياتية وكذلك في العلاقات الإنسانية، فهو بحاجة لمراجعة طبيب نفسي يباعده في تجاوز هذه الإشكاليات بالتركيز على نقاط قوته والتي تعزز شخصيته.
ولفتت الدكتورة سميرة إلى أن رؤية المملكة 2030 ارتكزت على بناء الشخصية السعودية بكونه ثروة وطنية هي الأساس في نجاح الرؤية، لذلك اهتمت بالإنسان بكل النواحي الفكرية والثقافية والصحية والنفسية والمعرفية.
واستدلت ببرنامج جودة الحياة القائم على المعني العميق من خلال الاهتمام بالفرد تعليما وصحيا وترفيها والمساعدة على اكتشاف مواهبه وإبداعاته والعمل على تغذيتها إيجابياً، وزراعة الطموح عند الشخصية السعودية حتى نكون مجتمع رائد ومميز في كل المجالات.
وشددت على النموذج القدوة المتمثل بعراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – من خلال تشجيعه ودعمه للإبداع وكلماته الإيجابية عندما قال ” طموحنا عنان السماء ” تعزز ثقتنا بأنفسنا وتجعلنا طموحين ودائما نحلم بالأفضل ونعمل من أجل ذلك حتى تكون لنا الريادة في شتى المجالات وعماد ذلك المواطن والمواطنة.
وتطرقت الدكتورة سميرة إلى أن أكبر عدو للإنسان هو القلق لأنه يمنعه من إخراج أفضل ما عنده ولا يتقدم للأمام، فتنعكس على حياته فيفشل.
وأبانت أن الفشل أمر طبيعي وعادي، لكن الأهم تجاوزه وهذا يبدأ من الاعتراف بوجود مشكلة حتى نستطيع علاجها وتجاوزها.
وفرقت الغامدي بين النرجسية وحب الذات، مبينه ان الأولى تعد إضطراب نفسي لكن حب الذات يدفع الإنسان لأن يكون أكثر انتاجا وعطاءا وتصالحا مع نفسه وأكثر إيجابية مع الآخرين.
وحذرت استشارية الطب النفسي الآباء والأمهات من عمل المقارنات بين الأولاد لان ذلك يهز ثقتهم بأنفسهم، داعية للعمل على تعزيز مكامن القوة في شخصيتهم.
وخلصت إلى أن الحياة مليئة بالتحديات ولابد لكل شخص أن يصنع من هذه الصعوبات والتحديات عوامل إيجابية ودروس تعزز ثقته من نفسه وتجعله أكثر قوة وثبات وتساعد على إخراج أفضل ما لديه لخير نفسه ومجتمعه ووطنه.