أقيمت اليوم، على هامش فعاليات الدورة الـ(18) لملتقى قراءة النص، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالشراكة مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة، ندوة عن الشخصية المكرمة هذا العام، الأديب الدكتور حمد القاضي، حيث شارك في الندوة كل من الدكتور عبدالمحسن القحطاني، والدكتور عائض الردادي، ومنصور الخضيري، وحسين بافقيه، فيما أدارها الدكتور عبدالله صادق دحلان، رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا.
الدكتور عبدالمحسن القحطاني استدعى ذاكرته مسترجعًا علاقة امتدت بينه وبين القاضي للأكثر من نصف قرن قائلاً: عرفت حمد القاضي قبل خمسة وخمسين عامًا، كان وقتها في الصحافة، يعشق الحرف ويتلذذ بالكلمة، فجاءت كلماته على نسق يبني ولا يهدم، يتفاءل ولا يتشاءم، وكانت لغته لغة جاذبة، تدعوك إليها ولا تجفل منها، كما زاملته في كلية اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ثم زاملته في الأزهر الشريف، وطوال هذه المدة كنا نتلقف مقالاته ونجتمع حولها ونناقشها لما فيها من متعة وآراء ثرية ومفيدة.
وقال الدكتور إبراهيم التركي في سيرة الأستاذ حمد القاضي رموزٌ مكانية وزمانية وإنسانية مهمةٌ تستدعيها قراءةُ شخصه ونصِّه بما يعنيه ارتقاؤُه الساحةَ الثقافية جديرًا بمكانه، وانتقاؤه لهذا الملتقى حقيقًا بمكانته، والحديثُ عن رموز الرمز شبيهٌ بقراءةِ نصٍ يطرب إيقاعُه، وارتيادِ مساحةٍ يزينُ إيقاعُها، وفي هذه الورقةِ الموجزةِ تفاعلٌ بين رموز المسار وكنوز السيرة.
وآثر الأستاذ منصور الخضيري أن يبتدر حديثه بشكر الجهة المكرمة قائلاً: شكرًا لنادي جدة الأدبي ممثلاً برئيسه د. عبدالله السلمي، وأعضاء مجلس الإدارة، واللجنة العلمية، ولجامعة الأعمال والتكنلوجيا ممثلة بالدكتور عبدالله دحلان، وللملتقى، وما اشتمل عليه بتكريم رمز من رموزنا الأستاذ حمد القاضي.
ومضى من ثمّ مضيفًا: أخي أبوبدر حباه الله تواضعا وعلاقات واسعة، وتوطدت علاقتي معه أثناء دراسة الماجستير في جامعة الأزهر، ولأن تاريخه الثقافي معروف لديكم، فسأتحدث عن جوانب أخرى خفية عنكم، بحكم أنني من المقربين إليه، ومن أبرزها غيرته الدينية، وحسّه الوطني، وأنه يسعى دائمًا للإصلاح، بار بوالديه، وله مواقف إنسانية عظيمة، فضلاً عن دقته في تنظيم وقته، ووفائه لأصدقائه.
ويرى الدكتور عايض الردادي أن نادي جدة الأدبي قد أحسن عندما اختار حمد القاضي شخصية مكرمة.. مضيفًا بقوله: عرفت هذا الأديب الكاتب المثقف الإنسان في وقت مبكر في كلية اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وكان وقتها يكتب زاويته “جداول” في صحيفة الجزيرة، ثم جمعتنا مرحلة الماجستير، والعمل في الإعلام، ومجلس الشورى، ومؤسسة حمد الجاسر، وفي ندوات ثقافية عديدة، وطوال هذه المسيرة عرفته إنسانًا محبًّا للخير، مشفقًا على المحتاج، بارًّا بوالدته التي حرم من حنانها، كما عرفته باسمًا، عفّ اللسان، دائم السعي في رضا الناس، صحبته حضرًا وسفرًا، فوجدته خير رفيق في السفر، حفّاظًا على الدين، وكريم الأخلاق، وقلّ أن تخلو حقيبته من كتب أو قصاصات صحف.
ويستطرد الردادي بقوله: لقد عني القاضي في كتاباته بالشأن العام وهموم المجتمع، وقد لا يكتفي بذلك بل يهاتف المسؤول أو يزوره ليشرح له، كما برز في كتاباته الوفاء للراحلين .عشق اللغة العربية ودافع عنها بالبيان وباللسان في المؤتمرات والندوات واللقاءات في الإذاعة والتلفاز، وعشق الكلمة الجميلة، فكتب مئات المقالات، وأشرف على عدد من الملاحق الأدبية، وأُشتهر كاتب مقال أدبي وثقافي، وارتبط اسمه بالمجلة العربية مثلما ارتبطت باسمه أيضًا.
وفي مداخلته وقف الأستاذ الناقد حسين وقف عند برنامج القاضي الشهير “رحلة الكلمة”، قائلاً: أعتبر الدكتور حمد القاضي أستاذا لي، فلقد تلقيت على يده دروسًا كل أسبوع حينما يبدأ برنامج “رحلة الكلمة”، فالأستاذ حمد لم يكن كأي مذيع، أو أي مقدم برنامج؛ بل كان الأستاذ حمد يعيش دهشة المعرفة ومحبتها، واليوم يعد برنامج “رحلة الكلمة” جزءا من التراث الثقافي المرئي للمملكة العربية السعودية، وقد تكوَّن جيل بكامله في ذلك الوقت على هذا البرنامج.
ويختم بافقيه بقوله: حمد القاضي؛ ولأنه كان مثقِّفا، فقد استطاع أن يفتح المجلة العربية لكل الأجيال.