حينما تشرفت بالحصول على ( كتاب تجليات الهوية في شعر الدكتور عبدالله باشراحيل للدكتور أشرف الشحات ) ، وهو رسالة دكتوراة بعنوان ” تجليات الهوية في شعر عبدالله باشراحيل دراسة في المضمون الفكري وآليات النص ” ، تقدم بها الباحث أشرف الشحات لقسم اللغة العربية وآدابها ـ بكلية الآداب ـ بجامعة المنصورة ، أخذت أقلب صفحات الكتاب توقفت أمام مجموعة من الأبيات الشعرية ، وقبل أن أواصل قراءتي لمحتوى الكتاب ، قررت البحث عن الشاعر عبدالله باشراحيل ، وقراءة سيرته ، والتعرف على أعماله ، وموقف النقاد منه.
فوجدت أن عبد الله محمد صالح باشراحيل المولود في أحد أحياء مكة المكرمة عام 1951 م ، لم يكن شاعرا ينظم قصائده وينثر أبياته ، لكنه شاعر يحمل رسالة التلميذ أمام معلميه ، والمعلم أمام طلابه ، والناصح لمن استشاره ، درس الحقوق ونال البكالوريوس فيها ، وذهب إلى الدراسات الدولية ليدرس “القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الرئيسية التي تهيمن على جدول الأعمال الدولي” ، وتعني اصطلاحا ” الفهم المعاصر والتاريخي للمجتمعات العالمية والثقافات واللغات ونظم الحكم والعلاقات المعقدة بينهما التي تشكل العالم الذي نعيش فيه” ، وحصد الماجستير منها ، وللفلسفة التعليمية نصيبها ، فلم يهمها بل سعى لدراستها حتى حصل على الدكتوراة فيها.
وبعيدا عن حياته الخاصة كرجل أعمال ومستشار قانوني ، فإن الدكتور عبدالله باشراحيل يعد واحدا من أبرز المبدعين شعراء في المملكة العربية السعودية ، له العديد من الدواوين منها : ” معذبتي ، الهوى قدري ، النبع الظامئ ، الخوف ، قناديل الريح ، سيوف الصحراء ، أقمار مكة ، أبجدية قلب ، قلائد الشمس ، بماذا تتنبأ يا صديقي؟ ، المرايا ، أنفاس الورق ، الجراح تتجه شرقًا ، وحشة الروح ، البرق الحجازي ، عمر بلا زمن ، صباح ، بيت القصيد ، المصابيح ، مدن الغفلة ، عصر الشعوب ، شموس مظلمة ، لمع وومض ” .
وكما أبدع باشراحيل شعرا أبدع نثرا فحلق في سماء النثر بعدة إصدارات منها ” صدى الصمت (الصدى الأول، الصدى الثاني) ، توقيعات (ترجم إلى عدة لغات) ، أحاديث الأحداث ، خريف الفكر ” ، وشارك في الشعر الشعبي بـــ ” ديوان كهوف الوهم ، و” ديوان بوح النسائم “.
وامتاز شعر الدكتور عبدالله باشراحيل بقدرته على جذب الانتباه فنال احترام وتقدير خصومه قبل محبيه ، وكتب عنه عدد من الأدباء والمفكرين السعوديين والعرب منهم : الشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد ، وهو من شعراء الخمسينات ممن أطلق عليهم شعراء النكبة أو شعراء العودة ، ومعالي الأستاذ / حسين عرب وزير الحج والأوقاف والشاعر المعروف ، الدكتور عباس بيومي عجلان ، الأستاذ المساعد بكلية التربية – بجامعة الإسكندرية ، والذي أعير للتدريس بجامعة أم القرى، بمكة المكرمة ، الدكتور محمد مصطفى هداره ، المفكر والأديب والأستاذ الجامعي المصري المعروف ، الملقب بــ ” شيخ النقاد الإسلاميين، والأصيل معاصرا، وفارس الثقافة العربية الأصيلة ” ، الدكتور محمد بن مريسي الحارثي ، أستاذ النقد الأدبي في قسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى ، الدكتور عبد السلام المسدّي ، الأكاديمي والكاتب والدبلوماسي ووزير التعليم العالي في تونس ، وأحد النقاد القلائل الذين ترسخت أسماؤهم في حركة النقد الأدبي ليس في تونس فقط بل في العالم العربي، وأستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية ، الدكتور محمد صلاح الدين عبد السميع فضل ، المعروف باسم صلاح فضل ، الأستاذ الجامعي، والكاتب، والمترجم المصري ، والأستاذ في جامعة القاهرة، وجامعة الأزهر، وجامعة عين شمس في مصر، والجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك ، وكلية المكسيك في إسبانيا، ورئيس تحرير مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد، الأستاذ شوقي بزيع ، الشاعر اللبناني المعاصر ، والحاصل على جائزة شاعر عكاظ في العام 2010، وجائزة العويس الثقافية عام 2015 ، كما حاز على وسام جنبلاط عام 2010، ووسام فلسطين عام 2017 ، وجائزة “الشرف الخاصة” ضمن جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع عام 2020 ، الأستاذ علي حرب ، الكاتب والمفكر والفيلسوف اللبناني ، والمعروف بأسلوبه الكتابي الرشيق وحلاوة العبارة ، والمعتمد كتابه “نقد النص” مقررًا دراسيًّا في جامعة باريس ، الدكتور عبد العزيز الفيصل ، الأستاذ الجامعي – بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الأستاذ محمد الحمدان ، الكاتب والشاعر والناقد السعودي ، وأحد المشاركين في تأسيس مؤسسة الجزيرة الصحفية.
ومن أوائل الأعضاء في مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي، الأستاذ عبد الله بن أحمد الشباط ـ يرحمه الله ـ ، الكاتب والصحفي المخضرم والباحث ، وأحد رموز الإعلام والثقافة السعودية، ومن رواد صحافة الأفراد في المنطقة الشرقية، وهو أول من أدخل الطباعة إلى المنطقة، وأصدر صحيفة الخليج العربي، كما أصدر مع عبد الله بن خميس مجلة (هجر) التي طبعت في بيروت، وساهم في تأسيس أول مكتبة عامة في القطيف، وحاز وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في مهرجان الجنادرية 2014، وحصل على الجائزة التقديرية للرواد من دارة الملك عبد العزيز، الشاعر السوري ـ اللبناني علي أحمد سعيد إسبر المعروف باسمه المستعار أدونيس ، الأستاذ جورج سجعان جرداق الشاعر اللبناني ، خريج الكلية البطريركية ، ومؤلف قصيدة “هذه ليلتي”، والتي غنتها أم كلثوم ولحنها محمد عبد الوهاب سنة 1968، الأستاذ ناصر الدين الأسد ، الأديب الأردني ، والحاصل على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز من جامعة القاهرة عام 1955، والمحاضر في عدد من الجامعات ومعاهد البحوث في الأردن وليبيا ومصر، ومؤسس الجامعة الأردنية ورئيسها خلال الفترة من عام 1962 – 1968 ، وسفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى المملكة العربية السعودية من عام 1977 – 1978، ورئيس عدد من المجامع والمجالس مثل المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية “مؤسسة آل البيت” ومجلس الأمناء في جامعة الإسراء بعمّان، ومجلس أمناء جائزة عبد المجيد شومان الدولية للقدس ، الأستاذ على حسن العبادي ، الأديب والشاعر والتربوي السعودي، وأحد مؤسسي نادي الطائف الأدبي، ورئيسه لأكثر من ثلاثين عاما ، الدكتورة إيمان بقاعي ، الروائية اللبنانية ، والأستاذة الجامعية المتخصصة في الأدب العربي وأدب الأطفال والناشئة ، عضو في اتحاد الكتاب اللبنانيين ، الدكتورة غريد الشيخ ، كاتبة لبنانية وصاحبة دار النخبة للتأليف والترجمة والنشر في بيروت ، وأول امرأة تضع معجمًا لغويًا وهو «المعجم في اللغة والنحو والصرف والمصطلحات».
وكما امتاز الدكتور عبدالله باشراحيل بغزارة نتاجه الأدبي ، وقدرته على جذب الانتباه ، امتاز بمشاركاته المحلية ، والعربية ، والعالمية ، فشارك في مهرجانات الجنادرية ، وأمسيات نادي ابها الأدبي ، ونادي مكة الأدبي ، ونادي الباحة الأدبي ، ونادي الطائف الأدبي ، وشارك بأمسية في جامعة ام القرى ، وأمسية شعرية في جمعية الفنون بجدة ، ومنتدى الدكتور عبد الولي الشميري ، وشارك بأمسية شعرية بمنتدى الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وشارك بإحياء امسيات شعريه ضمن 84 شاعر عالمي في مهرجان الشعر العالمي المشهور بمديين بكولومبيا ، وشارك بأمسيات مهرجان المتنبي بسويسرا في عدة مدن ، كما شارك في مهرجان جرش ، وشارك في عدة امسيات في جمهورية مصر العربية في جامعة عين شمس، جمعة المنيا، المركز الثقافي بالإسكندرية.
وتقديرا لدوره الشعري تلقى خطابات تقديرية من الملك خالد بن عبدالعزيز ، والملك فهد بن عبدالعزيز ، والملك عبد الله بن عبدالعزيز ـ رحمهم الله ، كما تلقى تقدير عدد من الأمراء السعوديين ، ونال وسام الأرز برتبة فارس من دولة لبنان ، والوسام الذهبي للعلم والآداب والفنون من الرئيس السوداني عمر البشير ، والدرع التقديري من أكاديمية الفنون والأدباء المصريين واليونانيين بأثينا باليونان ، ودرع التقدير من جامعة ام القرى ، ودرع التقدير من جامعة المنيا ، شهادة الزمالة الفخرية من رابطة الأدب الحديث ، وكأس المرتبة الأولى للشعر من الإسكندرية ، ودرع التقدير من جامعة عين شمس بمصر ، وشهادة تقدير من جامعة اسلو بالنرويج ، وشهادة تقدير من الرئيس الكولمبي ألفارو أوريبي ، وخطاب تقدير من أمير قطر ، وخطاب تقدير من الملك عبد الله الثاني ملك الأردن ، وخطاب تقدير من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. ، وخطاب تقدير من الأمير شارلز أمير ويلز ببريطانيا ، خطاب تقدير من الملك محمد السادس ملك المغرب ، وخطاب تقدير من السيد كوفي عنان الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة ، وخطاب تقدير من السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية ، وخطاب تقدير من الدكتور غازي القصيبي ـ رحمه الله ـ ، وخطاب تقدير من الرئيس الموريتاني محمد الفال ، وخطاب إشادة من علي حافظ ، وخطاب إشادة من الأستاذ / أحمد محمد جمال ـ يرحمه الله ـ ، وخطاب إشادة من الأستاذ / حمد القرعاوي ، وخطاب إشادة من علامة الجزيرة الأستاذ / حمد الجاسر ـ يرحمه الله ـ .
ولم تكن رسالة الدكتوراة التي تقدم بها الباحث أشرف الشحات بعنوان ” تجليات الهوية في شعر عبدالله باشراحيل دراسة في المضمون الفكري وآليات النص ” ، هي الأولى في شعر الدكتور عبدالله باشراحيل ، فقد سبقتها رسالة تقدم بها الباحث أسامة حسن عبدالعال عباس للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في الآداب من قسم اللغة العربية وآدابها تخصص الدراسات الأدبية والنقدية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 2019 م ، بعنوان (القيم الأخلاقية في شعر عبدالله باشراحيل) ، وهو ما يعني أن د. عبدالله باشراحيل كما قال عنه الأستاذ / علي خضران القرني في كتابه بعنوان ( قراءة في شعر د. عبدالله محمد صالح باشراحيل) ، قديمه وحديثه يظل ” حقلاً خصباً يرتاده الدارسون والنقاد على مختلف مشاربهم ومستوياتهم وكل من شغفه حب الشعر العربي الأصيل.. يؤكد ذلك تلك الدراسات والقراءات التي نقرأها هنا وهناك بين الحين والآخر لكبار كتاب العرب ونقادهم على المستويين المحلي والخارجي لاحتواء شعر الشاعر على الخصائص والمقومات والمناحي التي تحقق رغبة القارئ وتشبع نهمه وتحوز على رضاه “.
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com