تعرف المجاملة لغة بأنها ” فعل من أفعال الكلام الذي يلبي احتياجات الوجه الإيجابية ” ، والوجه الإيجابي، بحسب براون وليفينسون، هو “الصورة الذاتية الإيجابية للشخص أو” الشخصية ” وتتضمن رغبة الشخص الكامنة من الآخرين في تقدير صورته الذاتية وتوكيدها ” ، ويمكنك أن تجامل شخصا لتظهر وجهه الإيجابي أمام المجتمع وتكسب وده ، لكن دون أن تسيء للآخرين أو تتجاهل دورهم ، أو تسعى لوضعه في موقع لا يستحقه لكونه امتدحك أمام الآخرين ، أو لمع صورتك بخبر صحفي.
والمجاملة فنا له قواعده واسسه ، وثقافة ينبغي الإلمام بطريقتها حتى لا ينزعج الآخرين ، خاصة الباحثين عن الصدق والصراحة في التعامل ، وحسب دراسة هولمز فهناك أربع أصعدة تنصب عليها لغة المجاملة ” وهي : المظهر، القدرة والأداء، الممتلكات، أو الشخصية ” ، وعلينا أن نفرق بين المجامل والمنافق ، فــ ” الأوّل يظهر صدقه ولو بعد حين، وأمّا المنافق فيظهر كذبه ونفاقه بعد أن تتحقق أهدافه، ولا تعود له مصلحة عند من نافق له ، والمجامل يظلّ صديقاً مخلصاً لمن جامله، أمّا المنافق فيخلع من ادّعى صداقته له بعد أن يخرج من وظيفته ويبتعد عن كرسيّه “.
وإن كان هناك خيط فاصل ما بين الصراحة والوقاحة، فهناك خيط فاصل بين المجاملة والنفاق، وكما تقول الباحثة الاجتماعية سعاد عبد الكريم : ” يفصل ما بين المجاملة والنفاق خيط رفيع، لكنه واضح للعيان، ومتين من حيث القوة، المجاملة بيّنة مثلما هو النفاق، فالمجاملة عادة تكون بين من تربطنا بهم صلة قرابة معينة كأن تكون صلة رحم ودم او صداقة او زمالة في العمل، وغالبا ما تكون ردا على مجاملة من الطرف الآخر، او نستطيع القول انها تبادل عبارات محببة ولطيفة بين طرفين، شرط ان لا نقع في المحظور!.
وعن ماهية المحظور تقول: ان تكون المجاملة على حساب الحق، او لغاية شريرة، كأن أقول لأحدهم انت محق ولا تبالي لفلان، مع علمي بأن الأخير هو صاحب الحق، فهنا ابدأ بالنفاق لان ذلك تكون له غاية، او مصلحة ما دفعني الى الكذب وقول ما لا أعني.
وتتابع: النفاق، ترديد عبارات لطيفة لشخص لا أكن له أي احترام، او مودة، او ربما احترمه لكن ليس بالقدر الذي أعلنه له، لغاية ما في نفسي، او ربما لخوفي منه في حال كان الشخص رئيسي في العمل. مثل هذا الفعل يؤثر على صاحبه مستقبلا، فيبدأ احترامه لذاته يصاب بخلل، وأحيانا وكي لا يؤنبه ضميره او لا يلوم نفسه، يوغل بهذا الفعل ويبدأ بإقناع نفسه بأن ما يفعله هو الصواب، وهنا تبدأ المشكلة الحقيقية “.
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com