
الكاتبة والأديبة حنان حسن الخناني _المدينة المنورة
لحظة شقاء (المخدرات)
قال الله تعالى ( يوم يأت لا تكلم نفس إلا بأذنه فمنهم شقي وسعيد ) (105) سورة هود
المخدرات ذلك الشقاء والآفة التي فتكت بالكثير وهو السلاح الذي يستخدمه ضعفاء النفوس الذين لا إرادة لهم ، ولا عقل يميز بين الصالح والطالح ، وأتبعو شهواتهم وزين لهم الشيطان النشوة معبأة في حقنة والسعادة في شمة والعظمة في سيجارة ممشوقة القوام تكتم أنفاسه ويحبها ومن الحب ما قتل !!
وهكذا أنجرفوا وقُضى عليهم بسبب لحظة تجربة أو نصيحة باطلة من أصحاب السوء ، دون رقيب من الأهل ودون وازع من ضمير أو مراقبة لله فنتج عنها مشاكل إجتماعية قهرت الفرد والمجتمع مما أدى إلى إنتشار الجرائم وتفكك الأسر وضياع الأبناء والسبب هو هذه اللحظة الشقية وهذا الداء الفتاك الذي حرص أعداء الأخلاق والأنسانية على ترويجه بين شبابانا وشاباتنا .
علمو أنه أقوى وأخطر سلاح على الإطلاق وأشد فتكاً من الحروب المدمرة ، روجوها بخفاء لتسري بين صفوف الشباب والشابات فتصيبهم بالوهن والعجز لأنهم عرفوا بأنهم أمل الأمة ومجدها المشرق وثروتها الغالية لذلك أقول: لمن جرفهم تيار المخدرات والوقوع فيها ( أتقوا الله أيها الأخوة والأخوات المسلمات في أنفسكم وحاسبوها قبل أن تحاسب، أرحموها من عـــذاب النار بسبـــب شهوة خاطفة محرمة وأبتعدوا عن هذه السمـــوم القاتلة التي دمرت البشرية وقد أنتقد الله جـل وعـــلا من أتخذ إلهه هواه فــقال عــــــز من قــــائل ( أفرأيت من إتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه بعد الله أفلا تذكرون ) . سورة الجاثية(23)
فالمخدرات حرمها ديننا لما فيها من الآثار السلبية وألأمراض النفسية وعدم التوافق إلإجتماعي وما إلى ذلك من السلبيات التي بدأت تظهر في مجتمعنا الإسلامي من جراء التغيير الذي حصل وما واكب ذلك من القلق بأسباب الحياة الإجتماعية والمدنية الزائفة والإبتعاد عن الطريق السوي والصراط المستقيم والتلاحم والتأثر والتوافق .
فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )
وما نراه اليوم من ظهور بعض الأمراض النفسية ما هو إلا ضريبة سلبية للتغير الحاصل في مجتمعنا المعاصر ، لذلك لا بد من العودة إلى تعاليم ديننا الحنيف لأن الله سبحانه وتعالى كرم الأنسان وصوره في أحسن تقويم يباهي به ملائكته يوم القيامة لأن عباده المؤمنين قد عرفوا حق الله عليهم فقاموا بواجب الشكر والحمد، والمحافظة على هذا العقل والجسد فالعقل السليم بالجسم السليم ، فعبدوه حق عبادته وتقربوا منه فزادهم قرباً منه وأثابهم على أعمالهم بأحسن منها والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، وكانت معيته مع الذين أتقو والذين هم محسنون .
قال تعالى ( إن الله مع الذين أتقو والذين هم محسنون) سورة النحل(128).