قبل أن نفرح بانجازنا الكبير ونبتهج بوصولنا السادس إلى نهائيات كأس العالم ، هذه أصدق التهاني والتبريكات لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين سيدي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وسمو وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل واعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم واعضاء الجهاز الفني والإداري ولاعبي الأخضر ،، بهذا الانجاز الكبير الوصول لنهائيات قطر 2022.
الانجاز الذي لم يكن طريقه مفروش بالورود ،،بل كان قمة التحدي لرينارد وكتيبته الخضراء ،، فالمجموعة التي ضمت الصقور كانت موصوفة بالحديدية ،وهي كذلك ، فليس من السهل ان تكون مع اليابان واستراليا والصين وتتكهن بالتأهل منذ البداية ، حتى الشقيقة عُمان ومنتخب فيتنام لم تكن سهلة على الاطلاق رغم الفوز عليهما ،، الطريق كان شاقا والتأهل كان محفوف بالخروج ،، لولا براعة رينارد واختياراته ، فرغم النقد الموجه له مع كل جولة ، الا انه كان ماض في خططه واستراتيجياته.
اما الجهود الكبيرة فكانت لرفاق سلمان الفرج او الفرح فهو سلمان الفرح الذي قاد فريقنا لانجاز سادس وعرش آسيوي ، تعودنا الجلوس عليه ،، منذ ان اشرفت شمسنا في سنغافورة ولوس انجلوس 84 ، هذه الشمس التي لم تغيب ابداً عن نصف الارض ، القارة الصفراء التي اصبحنا نحن ملوك كرتها اندية ومنتخبات ،، فالكرة السعودية هي الاعلى في آسيا وبكل فخر ، ومن الظلم الا نمثل القارة في المحفل الدولي الكبير.
انا لا ابالغ إذا قلت كل ما سبق ، ليس تعصباً لوطني العظيم السعودية العظمى ،، بل هي حقائق يعرفها كل الآسيويون ،، فمنتخبنا تاريخياً هو صاحب الارقام القياسية فهو المنتخب الوحيد الذي لعب على نهائي كأس القارة ، خمس مرات متتالية منذ عام 84 سنغافورة الى عام 2000 بيروت ، في رقم قياسي غير مسبوق وقد لا يكسر بسهولة ،، هذا واحد من انجازات الأخضر التي لا تحصى ، ولعل سادسة التاهل هي واحدة منها ، ليضع المنتخب السعودي نفسه ، في المرتبة الأولى على المستوى الخليجي والعربي وربما الاسيوي ، اذا لم تخني ارقام تأهل بعض المنتخبات ، على أي حال نبارك لأنفسنا الوصول إلى قطر 2022 ، ونبارك للاعبينا الابطال الذي تخطوا كل الحواجز الصعبة ، التي وضعت في طريقهم ، فالمهمة لم تكن سهلة كما ذكرت ، بتواجد الكنجر الاسترالي والساموراي الياباني والتنين الصيني.
وبقية فرق المجموعة التي نحترمها جميعاً ، وكانت تنافس على نفس الورقة التي صعدنا بها ،، ما أود ذكره أن غمرة الافراح يجب الا تنسينا صعوبة القادم ، فتمثيل القارة في المحفل الدولي ، يضعنا في محك اثبات الزعامة الاسيوية وتحت مجهر كل متابعي القارة ، الذين يثقون في مهارة لاعبينا وامكاناتهم ، التواجد في قطر ليس تشريفا فحسب بل هو تكليفا لسمعة الكرة الاسيوية وحمل لوائها ،وهو الشيء الذي يجب أن يحسبه حسابه الصقور.
فالتواجد للمرة السادسة لابد ان يكون مختلفا هذه المرة ،، لم نعد نحلم بالوصول فقط ، بل تعداه الطموح إلى تخطي الدور التالي ، وتحقيق انجاز يكسر انجاز المشاركة الاولى في امريكا 94 ، التي وصل فيها ماجد عبدالله وعبدالجواد وجميل وفؤاد الاخضر والعويران وسامي والغشيان وبقية الرفاق ، دور ال 16 قبل ان نخرج على يد السويد في مشاركة ظلت وستظل في ذهن كل مشجع سعودي واسيوي فخراً بالمنتخب الاخضر ،، مونديال قطر 2022 هو فرصة لكل أبناء الأخضر دون استثناء للابداع ،، وفرصة كبيرة لهرفي رينارد اثبات أن أبناء الصحراء أصبحوا اسياد كرة قدم ،، وأن كرة القدم العربية والاسيوية لم تعد كما كانت محطة للعبور ، ومشاركتها للمشاركة فقط ،، بل أصبحت تعرف ادق قواعد اللعبة ، وجاءت للمنافسة على مراكز متقدمة ، وحضرت لنثر ابداعاتها مثلها مثل الآخرين.
ولتثبت للجميع بانها قادرة على الحضور حتى وان اختلفت الامكانات ، وانها تملك روح الاصرار والعزيمة التي تصنع المستحيل ،، وصقورنا الخضر بحول الله قادرين على ان يكتبوا تاريخا جديدا في قطر 2022 ،، ويجعلوا لوطنهم بصمة لا تنسى باذن الله ..!
للتواصل مع الكاتب @alsukkiny2018