رَمَضَانُ فِي قَلْبِي هَمَاهِمُ نَشْوَةٍ
مِنْ قَبْلِ رُؤْيَةِ وَجْهِكَ الوَضَّاءِ
وَعَلَى فَمِي طَعْمٌ أُحِسُّ بِأَنَّهُ
مِنْ طَعْمِ تِلْكَ الجَنَّةِ الخَضْرَاءِ
مَا ذُقْتُ قَطُّ وَلا شَعُرْتُ بِمِثْلِهِ
أَفَلا أَكُونُ بِهِ مِنَ السُّعَداءِ؟!
وَتَطَلَّعَتْ نَحْوَ السَّمَاءِ نَوَاظِرٌ
لِهِلالِ شَهْرِ نَضَارَةٍ وَرُوَاءِ
قَالُوا بِأَنَّكَ قَادِمٌ فَتَهَلَّلَتْ
بِالبِشْرِ أَوْجُهُنَا وَبِالخُيَلاءِ
رَمَضَانُ مَا أَدْرِي وَنُورُكَ غَامِرٌ
قَلْبِي فَصُبْحِي مشْرِقٌ وَمَسَاءِ
(محمد حسن فقي)
هاهي نسائم رمضان هلت ، والجميع في استعدادٍ لاستقباله، نتذكر العامين الماضيين كيف مضت، ونحمد الله هذا العام على سراءه.
الحمدلله دائما وابدا، هذا ماقلته حينما رأيت تحركات الناس في الشوارع والأسواق يستعدون لهذا الشهر الفضيل، كل منهم يستعد بطريقته، ويشتري احتياجاته، فتأملت طويلا في كل شئ ابتداءا من عام ٢٠٢٠ وحتى هذه اللحظة، فوجدت أنه رغم كل الظروف الصعبة التي مررنا بها الا اننا نعمنا برغد العيش في تلك الفترة، لم ينقصنا مأكل ولا مشرب ولا ترفيه، والشيئان الوحيدان اللذان افتقدناهما هما الزيارات العائلية و صلاة التراويح في المساجد، خاصة لنا نحن سكان الحرمين الذين اعتدنا على الذهاب لاداء صلاة التراويح والقيام يوميا، واني احمد الله على عودة هاتين النعمتين بفضل من الله وثم بجهود مملكتنا الحبيبة لمواجهة هذا الوباء.
لذلك شعرت بقيمة الأشياء الحقيقية، وعرفت ان الاستعداد لرمضان لا يكون بعربيات التسوق من لباس وطعام، بل بالاستعداد روحيا لنكن إلى الله أقرب، ومن اهالينا وارحامنا أشد وصلا.
لا تستغنوا عن الاتصال بذويكم وتهنئتهم برسائل الواتساب الباردة، لا تتهاونوا في أداء الصلاة في أوقاتها وللرجال في المساجد، لا تشغلكم الملذات والفتن عن ذكر الله، لا تستصغروا وتستقلّوا أصغر الطاعات، لا تستقبلوا رمضان وقلوبكم مليئة بالدنيا وملاهيها، أقبلوا إلى الله بحب مستغفرين حامدين شاكرين سائلين، وتذكروا حديث النبي ﷺ: (قال الله : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه؛ ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ؛ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرًا؛ تقربت منه ذراعًا، وإن تقرب مني ذراعًا؛ تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي؛ أتيته هرولة).
رسالتي الأخيرة، لنفسي وإليكم : علينا أن نعرف قيمة الأشياء الحقيقية، قبل رحيلها أو ربما رحيلنا، رزقنا الله وإياكم عمرا مديدا في فعل الخيرات والطاعات، وكل عام وانتم ومن تحبون بخير.
للتواصل مع الكاتبة | @Amira_saddiqui