قبل أيام كنا نحتفل بقدوم شهر شعبان ونضع استعداداتنا لاستقباله تمهيدا لاستقبال شهر رمضان المبارك ، واليوم بدأنا نعيش الأيام الأولى من الشهر الكريم ، ونعيش معها حلاوة الإيمان في الصيام والقيام وتحول ترقبنا لقدوم رمضان إلى واقع نعيشه ، فتركنا المأكل والمشرب، وأخذنا نبحث عن الآجر والمثوبة بترطيب اللسان بتلاوة القرآن الكريم ، وتليين الأجساد بالصلاة وخشوعها ، راجين القبول من رب العباد ، وبين الصيام نهارا ، والقيام ليلا ، نجد من يوجه ويعظ ويرشد ، ويتحدث عن فضائل الشهر الكريم وضرورة العمل بنهاره.
وبين متحدث واعظ ، هناك من ينام النهار ويسهر الليل ، والمؤسف أنه يجد من يصفق له ويؤيده ، فيخدع الآخرين بأسلوبه ، ويحتال عليهم بكلماته ، ويسعي لكسب ثقتهم بأساليب الغش والخداع ، متناسينا أن رمضان تزكية للنفس وتقربا إلى الله ، وفيه تغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وتفتح أبواب الرحمة.
ورمضان الشهر الذي نزل فيه القرآن على خير الأنام، قال تعالى } شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون {.
وإن كان نزول القرآن في رمضان، ففيه كانت غزوة بدر الكبرى، في الـ 17 من رمضان في العام الثاني من الهجرة، وتعتبر أول معركة في الإسلام.
قال تعالى }ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون، إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم { آل عمران: 123-126.
وبين صيام النهار ، وقيام الليل ، تهل الخيرات ، وتنشد الكلمات ، ويتغنى الشعراء بأجمل الكلمات ، فينشد الشاعر قائلا :
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه
فالنفس تدأب في قول وفي عمل
ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح
صوم النهار وبالليل التراويح
وقال آخر:
أدم الصيام مع القيام تعبدا
فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا
تنم إلا كنومة حائر ولهان
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com