كيف حدثت التغييرات في خطوط القباب بعد اكثر من قرن ونصف وقلوب اهل المدينة تنزف لاغلى تراثها الجزء الاول من كتاب خطاطو المسجد النبوي الشريف الحائز على جائزة الملك سلمان للدراسات والبحوث مع الاحتفاظ بالمصادر داخل الكتاب لمؤلفه كاتب هذا المقال (عبدالله الصانع )
اثارت ورش صيانة تطال الاعمال التراثية الضخمة لاسقف وقباب المبنى التاريخي للمسجد النبوي الشريف جدلا واسعا بين اهالي المدينة المنورة وزوارها خوفا من احداث تغييرات جذرية تمس التراث الفني التاريخي لهذه الاعمال التي تشمل صورا طبيعية ونقوش زخرفية وكتابات قرانية وشعرية بالخط العربي صمدت اكثر من قرن و نصف قرن مضت واهم ذلك كله ما يمس صيانة قباب واسقف الجزء القبلي الجنوبي بالقرب من اتجاه باب السلام وسط حضور كثيف من الزوار الذين قدموا للصلاة في الروضة الشريفة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما في الواجهة الشريفة٠ وبالمشاهدة لوحظ ان معظم النقوش والزخارف الفنية الجميلة في الاسقف بدت اكثر بهاءأ وظهورا بعد اعمال الصيانة والتنظيف غير ان جزءا في جوف احدى القباب القريبة من موقع المحراب في الجدار القبلي بدا مطليا باللون الازرق الغامق في انتظار اكمال خط الايات القرأنية بخط الثلث المتشابك داخلها باللون الابيض الامر الذي يعكس شعورا قويا ان اعمال الصيانة ربما شملت تغييرا لنوع الخط والكتابات داخلها من دون مس النقوش الزخارف حولها في الوقت الذي بدأ عدد من الفنيين وجميعهم غير سعوديين عند الساعة الثانية عشر من منتصف الليل بنصب رافعات الية وهم يرتدون كمامات وقفازات لاستكمال عمليات صيانة وتهيئة مسطحات السقف بمواد كيميائية ذات رائحة نافذة لتلميع وتنظيف الزخارف.
النباتية والنقوش الهندسية في سقف وحواف القباب التي اية من الجمال والاتقان وتعود هذه الاعمال الفنية الضخمة الى عمارة السلطان عبد المجيد الاول عام ١٨٤٩م التي غطت سقف المسجد كاملا بالقباب المكسوة بالواح الرصاص ويبلغ عددها ١٧٠ قبة اعلاها القبة الخضراء ثم قبة المحراب العثماني ثم قبة باب السلام وباقي القباب على ارتفاع متقارب ولبعضها نوافذ مغطاة بالزجاج الملون كما كتبت في جدران المسجد القبلي ( الجنوبي) سور من القران من القران الكريم واسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بخط الثلث وكتبت الحروف بماء الذهب كما بنيت ابوابه بشكل فني بديع واستمر العمل بالتوسعة المجيدية التركية زهاء ١٣ عام كاملة بلغت مساحتها الاجمالية بعد الانتهاء عام ١٨٦٠ نحو ١٢٩٣ متر مربعا وتعد من اضخم واتقن واجمل العمارات والتوسعات التي تمت في العهد العثماني للمسجد النبوي الشريف وقد بقي منها بعد العمارة السعودية الحديثة الجزء القبلي ( الجنوبي) ويبدو ان هذا الجزء قويا ومتماسكا حتى الان ٠ وكانت المخاوف من احداث تغيبرات جذرية تمس اصل هذا الاعمال الفنية التاريخية التي نفذها الخطاط العثماني عبدالله زهدي وساورت الشكوك اهل المدينة حول طببعة عمل هذه الورشة مؤكدة حدوث بعض التغييرات الجذرية ليس في كتابات بعض القباب فقط بل شملت ايضا حوائط المبنى القديم وجدار القبله المجيدي المغطى بالكامل باعمال فنية تعد ثروة جمالية عالية من الزخارف الاسلامية والخطوط العربية التاريخية لايات من القران الكريم واسماء الله الحسنى واسماء النبي و ابيات شعرية من عيون قصائد المدائح النبوية عبر التاريخ.
واكد اكثر من مصدر انه تم خلا ل السنوات القليلة الماضية تغيير قصيدة البردة اشهر قصيدة مدح نبوي كتبها محمد بن سعيد البوصيري ( في القرن السابع الهجري) وطمسها من الجدار القبلي وانه استمرارا لمحاولات التغيير التي تتم منذ بداية التجديد وشملت اجزاء من الكتابات التي كانت في الشبك النحاسي المذهب في واجهة الحجرة النبية الشريفة بحجة اشتمالها على غلو منهي عنه وفي الوقت الذي طالبت فيه مصادر اخرى بضرورة تحكيم العقل والانارة والتحري عن حقيقة ما يحدث بالفعل وما اذا كان العمل هو اعادة ترميم وتجديد للنقوش والوان الزخارف والكتابات الموجودة في القباب التاريخية لصيانتها والمحافظة عليها ام هو تغيير متعمد في بعض كتاباتها وشددواجميعا على ضرورة بيان اسباب هذا العمل ودوافعه وتوضيح ما سيؤول اليه هذا العمل ودوافعه وما اذا كان في الصالح العام اوعدمه وقال المصدر(رفض الكشف عن هويته) ان عددا من المهتمين والخبراء والمهندسين والخطاطين من اهالي المدينة المنورة يراقبون اعمال ورشة الصيانة ويتابعون خطواتها بدقة كونها تحتاج الى دراسة وتاكد قبل اتخاذ اي خطوة حيالها لاطلاع كبار المسؤولين بشأنها٠ انتهى الجزء الاول. الكاتب والباحث عبدالله الصانع خطاط المراسم الملكية.