كيف حدثت التغييرات في خطوط القباب بعد اكثر من قرن ونصف وقلوب اهل المدينة تنزف لاغلى تراثها – الجزء الثاني مقتطفات من كتاب خطاطو المسجد النبوي الشريف الحائز على جائزة الملك سلمان للدراسات والبحوث لمألفة كاتب هذا المقال.
قام عددمن المختصين في علوم الهندسة والعمارة والاثار والتراث الفني حيث يعملون على توثيق الاعمال القائمة في صيانة اعمال اسقف وقباب المسجد النبوي بعد ان تاكد لهم ان هناك تغييرات غير معلنة حصلت في بعض نصوص الكتابات والخطوط المستخدمة في قباب المسجد النبوي لرفعه الى امير المدينة المنورة حينها لاطلاعه على حقيقة الموقف واتخاذ ما يجده مناسبا حيال هذا الموضوع الذي يشمل تغييرات تحت مسمى ( ترميم وصيانة) وكانت هناك العديد من الدراسات المتخصصة تحدثت وبتوسع عن الزخارف والنقوش والخطوط الاسلامية في عمارة المسجد النبوي الشريف وان عدم الاعلام عن التغييرات في هذه الثروة الاسلامية يعتبر اجهاض لكل تلك الدراسات المهنية القيمة التي تحتفظ بها المكتبة الاسلامية خاصة المتعلقة بتاريخ عمارة المسجد النبوي الشريف حيث قامت شركة دلة والتي كانت تتولى تنفيذ وتشغيل اعمال الصيانة للمسجد النبوي عام ١٩٩١م بمسابقة لاختيار خطاط لترميم الكتابات القرانية في الحرم النبوي والتي تعود الى السلطان العثماني عبد المجيد بعد ان بهتت بفعل الزمن فوقع الاختيار حينها على الخطاط الباكستاني الشاب (شفيق الزمان ولي محمد خان) والمقيم في المملكة العربية السعودية مشيرا ان الخطاط شفيق الزمان حاز على جوائز عديدة عربية واسلامية في الخط العربي واسندت اليه مهمة القيام باعادة ترميم للكتابات الاثرية التي نفذها الخطاط العثماني الشهير عبدالله زهدي.
والذي عرف بخطاط المسجد النبوي الشريف بعد ان نفذ خطوط جدرانه كما قام وقتها بخط كسوة الكعبة فقد كانت المهمة المطلوبة من الخطاط شفيق الزمان حيث اخبرنا انه بدا العمل في المسجد النبوي عام ١٩٩١م حين اعلنت شركة دلة عن مسابقة لاختيار رئيس للخطاطين حيث كانوا يبحثون عن فنان يستطيع ترميم الكتابات الموجودة على جدران الحرم وقبابه. وخاصة في الجانب الذي بني في العهد العثماني والتي بهتت بفعل الزمن والتي تعود. للخطاط زهدي حيث اوكلت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين للخطاط شفيق مهمة ترميم الكتابات الموجودة في مبنى الحرم النبوي القديم وكتابة لوحات جديدةباسماء ابواب. السلام. ابوبكر الصديق. الرحمة. البقيع. جبريل. النساء. وقام شفيق بكتابة اسماء ابواب التوسعة الثانية كلها. وكذلك اسماء الادارات والمكاتب في الحرم النبوي وهو يقوم الان بكتابة الايات القرانية في القباب بالرسم العثماني (رسم المصحف) بعد ان كانت مكتوبةبالرسم الاملائي وقد اقر الخطاط شفيق في وقت سابق ان هناك ١٧٧ قبة يجب انجازها وكل قبة بقطر١١ متر كتبت على حوافها ايات قرءانية باستخدام قلم يبلغ سمك ريشته١٨ ملم واوضح ان هناك فرقا كبيرا بين الطريقة الحديثة لخط ايات القران على القباب والطريقة المتبعة في العهد العثماني مشيرا ان الطريقة الحديثة في الكتابة في كل قبة تعتمد على كتابة الاية باكملها لتبدا اية مختلفة في القبة التي تليها ولكن ذلك لم يكن متبعا في القباب التي نفذت في العهد العثماني حيث كانت الايات تنقسم احيانا في اكثر من قبة واعتبر المصدر بان هناك تغييرا في نوع الخط وكتابة الايات وهو تغيير جذري لما وجد من تراث فني اسلامي سابق ضل صامداهذه السنوات لاحد اكبر الاسماء في تاريخ الخط العربي ما يجعل اعماله تاريخ فني قائم بحد ذاته في عمارة المسجد النبوي انتهى الجزء الثاني الكاتب والباحث عبدالله الصانع ( خطاط المراسم الملكية سابقا،)
للتواصل مع الكاتب 966507353431+