ترتبطُ المملكة العربية السعودية بعلاقات متينة وتاريخية مع جمهورية تشاد، تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، وتعود العلاقات إلى عام 1972م، حيث تم افتتاح سفارتي البلدين في كل من الرياض وأنجمينا.
وتُعد زيارة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- في شهر نوفمبر من عام 1972م، ولقائه أول رئيس تشادي بعد الاستقلال فرنسوا تمبلباي نقلة كبيرة ومحطة مهمة في العلاقات بين البلدين،
وأنشأ -رحمه الله- مركز الملك فيصل الإسلامي (جامع ومدارس ومستوصف صحي) في العاصمة أنجمينا، ويعد حالياً من أكبر الجوامع في قارة أفريقيا.
وتقديراً من الشعب التشادي للدعم السعودي لبلادهم، فقد أنشئت في العام 1991م، وبمبادرة أهلية جامعة تحمل اسم الملك فيصل عرفاناً بتأسيسه في الفترة الواقعة بين عامي 1972م و1974م مركزاً إسلامياً أصبح معلماً من معالم الحضارة الإسلامية في العاصمة أنجمينا، وأحرزت هذه الجامعة مستوى متقدماً ضمن مؤسسات التعليم العالي في تشاد.
واستمراراً لتبادل الزيارات قام فخامة رئيس جمهورية تشاد إدريس ديبي اتنو، بزيارة للمملكة في نوفمبر 2015م، والتقى بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كما التقى خلال الزيارة بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
كما شارك فخامة رئيس تشاد إدريس ديبي إتنو بزيارة في أعمال القمة الإسلامية بمكة المكرمة في مايو 2019م.
وعقب انتقال الحكم للمجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق أول محمد إدريس ديبي إتنو، قام وزير الخارجية التشادي شريف محمد زين بزيارتين رسميتين للمملكة في يونيو ونوفمبر 2021م، وأرسلت تشاد أيضاً في نوفمبر 2021م وفداً إلى المملكة ضم وزراء سابقين؛ بهدف عقد لقاءات تشاورية مع أبناء الجالية التشادية تمهيداً لمشاركتهم في الحوار الوطني الشامل المزمع إجراؤه في أنجمينا بتاريخ 10 / 5 / 2022م.
وعزَّزت هذه اللقاءات العلاقات وطورتها لتشمل التعاون في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين وبما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين، وأثمرت توقيع عدد من الاتفاقيات منها: • اتفاقية في مجال توظيف العمالة المنزلية وُقِّعَت في الرياض بتاريخ 19 /1 / 1437هـ الموافق 1 /11 /2015م.
• اتفاقية تعاون بين المملكة وتشاد في مجال مكافحة الإرهاب والاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية وتهريبها وقعت في الرياض بتاريخ 11 /6 /1433هـ.
• اتفاقية تعاون بين المملكة وتشاد في مجال الشباب والرياضة وقعت في الرياض بتاريخ 22 /11 /1421هـ.
• مذكرة تفاهم بين سلطتي الطيران المدني في البلدين وُقِّعَت بتاريخ 2 4 / 1974م).
وتؤكد المملكة أنها داعمٌ رئيسيٌّ لخطط التنمية في تشاد، وحريصة على تعزيز التعاون بما يحقق الاستقرار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي في البلاد.
وتشيد المملكة بالتقدم الذي أحرزته الإصلاحات التي تبنتها حكومة تشاد؛ بهدف تخفيف أعباء ديونها، حيث ترأس المملكة مع فرنسا لجنة دائني تشاد بموجب إطار العمل المشترك لمعالجة الديون بما يتجاوز نطاق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين.
وفي هذا الصدد شاركت المملكة العربية السعودية في أبريل عام 2021م، في رئاسة الاجتماع الأول للجنة الدائنين حول طلب تشاد بمعالجة ديونها بموجب إطار العمل المشترك لمعالجة الديون بما يتجاوز نطاق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين.
ودعم المملكة جهود جمهورية تشاد في مجال مكافحة الإرهاب، كونها إحدى الدول الأعضاء في التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، وتقوم بدور فاعل في مكافحته في القارة الأفريقية، إذ شاركت في التصدي للجماعات الإرهابية في كل من دول حوض بحيرة تشاد (النيجر، نيجيريا والكاميرون)، وكذلك في إقليم أزواد بمالي.
وفي المجالات الاقتصادية والثقافية تعد المملكة العربية السعودية مسهم رئيس في التنمية في جمهورية تشاد من خلال المنح والقروض الميسرة التي تقدمها المملكة بواسطة الصندوق السعودي للتنمية إلى تشاد. وكذلك إسهام المملكة في تعليم عدد من الطلبة التشاديين عبر المنح التي تقدمها الجامعات السعودية.
والمملكة داعم رئيس لخطط التنمية في تشاد، من خلال المنح والقروض الميسرة التي تقدمها بواسطة الصندوق السعودي للتنمية، والمساعدات النقدية والعينية عبر منظمات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمنظمات والهيئات الإقليمية الأخرى، وتحرص على تعزيز التعاون معها بما يحقق الاستقرار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي في البلاد.
وقدمت المملكة مساعدات لجمهورية تشاد بواسطة الصندوق السعودي للتنمية خلال المدة من (1975م ـ 2016م)، منها: ـ قرض لدعم التنمية الاقتصادية في تشاد بمبلغ (57) مليون ريال.
ـ قرض لبناء السوق المركزي في العاصمة أنجمينا بمبلغ (40) مليون ريال، ـ قرض لتعبيد الطريق الذي يربط مدينتي انجوري بول بمبلغ (93.75) مليون ريال.
ـ قرض للإسهام في تمويل مشروع تطوير التعليم المهني بمبلغ (112.5) مليون ريال، ـ منحة بمبلغ (7) ملايين دولار أمريكي لتنفيذ مشروع حفر الآبار والتنمية الريفية في تشاد في إطار المرحلة الخامسة من البرنامج السعودي لحفر الآبار والتنمية الريفية في أفريقيا.
وتدعم المملكة جمهورية تشاد سنوياً بمساعدات نقدية وعينية في مختلف المناسبات، حيث توفر أطناناً من لحوم الأضاحي والهدي وترسل كميات كبيرة من التمور للحكومة التشادية.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة وتشاد في العام 2021 نحو 18 مليون دولار، منها 3 مليون دولار صادرات سعودية لتشاد (منها 2 مليون دولار صادرات غير نفطية بانخفاض 56٪ عن مقارنة بالعام 2020)، و15 مليون دولار واردات منها، وحقق الميزان التجاري فائضاً لصالح تشاد بقيمة 12 مليون دولار، وتعد بذور السمسم أهم الواردات السعودية بقيمة 14.474 مليون دولار.
وتعد مواد البناء والمركبات وقطع الغيار من أهم صادرات المملكة إلى تشاد ، فيما تعد المنتجات الغذائية والآلات الثقيلة والإلكترونات أعلى الواردات وصولاً للأسواق السعودية وتشمل فرص التعاون المستقبلية مع تشاد في مجال الطاقة، الشراكة في مشروعات الوصول إلى الطاقة في أفريقيا، ومشروعات مولدات الطاقة الكهربائية وشبكات التوليد الصغيرة في المناطق النائية، ومشروعات وتقنيات الطاقة المتجددة، والاستفادة من الفرص الاستثمارية في هذا المجال، وتبادل الخبرات في مجال كفاءة الطاقة، ودراسة البحث عن الطاقة الأرضية الحرارية.
ويمكن للبلدين التعاون في مجالات تطوير النقل العام ومشروعات البنية التحتية، مثل الطرق والمطارات والمرافق، وكذلك مشروعات تطوير واستخدام التقنيات المناسبة للزراعة، مثل الميكنة الزراعية، لتسهم هذه المشروعات في زيادة الطلب على المشتقات البترولية السعودية.
وبناءً على توجيهات القيادة الرشيدة –أيدها الله – نفَّذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حتى 31 مارس 2022م، 13 مشروعاً في جمهورية تشاد بقيمة إجمالية 4,684,742 دولاراً ، منها 10 مشاريع في الأمن الغذائي ومشروعان في الصحة، ومشروع في التعليم.