
اشهر خطاطي القرن الماضي والحاضر ممن تواصلت معهم – الخطاط هاشم محمد البغدادي ( الجزء الاول) كان لي الشرف الكبير ان يكون استاذي شيخ خطاطي العرب بلا منافس حيث قضيت اربع سنوات في معهد الفنون الجميلة ببغداد بين عام ١٩٦٧ وعام ١٩٧١ م ارتشف علم وقواعد الخط العربي من هذا الاستاذ علاوة على دراسة الفنون الاخرى ساذكر نبذة عن سيرته لان سيرته لا حدودلها.
فهاشم نابغة الزمان تاج بغداد وسراجها الوهاج زينة السلف والخلف عميد الخط خادم القران هو ابو راقم ( هاشم بن محمد بن الحاج درباس القيسي البغدادي) ولد في محلة خان لاوند ببغداد عام ١٩١٧م من عائلة فقيرة الحال واسعة الشرف محمودة السيرة اخذ الخط في صباه عن المرحوم ( الملا عارف الشيخلي) وكان يستوعب فن الخط بذكاء عجيب ثم اخذ من,( الحاج علي صابر) وذات يوم كتب هاشم لوحة في غاية الجودة الاتقان وقدمها الى شيخه الحاج علي صابر ولكن استاذه استكثر على تلميذه هاشم هذا التفوق وظن انه قام بنقلها من كبار الخطاطين قعاقب تلميذه هاشم ونصحه الا يفعل ذلك مرة اخرى وحاول التلميذ استعداده لكتابة لوحة جديدة وبتراكيب اخرى فلم يفلح.
ومضى يراجع الشيخ الملا علي الفضلي في جامع الفضل يكتب ويتمرن والملاعلي يصلح له ويعجب بخطه ويشجعه ويوجهه حتى منحه (الاجازة) بالخط العربي عام ١٩٤٣م ٠ عمل هاشم عاملا بوزارة الدفاع في بداية شبابه عام ١٩٣٧م عين خطاط مستخدما في مديرية المساحة العامة والتقى فيها مع الخطاطين ( صبري الهلالي) و (عبد الكريم رفعت) وبقي هاشم يكتب في الدائرة اثناء الدوام ويتدرب عند الملا علي مساءا.
في عام ١٩٤٤ م سافر الى مصر وانتسب الى معهدتحسين الخطوط بالقاهرة وقدم نموذج من خطوطه فنالت اعجاب الاساتذة والمشرفين في المعهد حيث اتخذت الادارة قرارا بمشاركة هاشم في الامتحان الاخير للصف المنتهي فنال الدرجة الاولى بامتياز حيث اجازه الخطاط (سيد ابراهيم) اجازة خاصة وكذلك فعل الخطاط (محمد حسني) عام ١٩٤٤م وقتها طلبت منه ادارة المعهد ان يكون مدرسا في المعهد فابى ثم عاد هاشم الى بغداد وهو يحمل معه شهادات التقدير والاعجاب من اشهر عباقرة فن الخط العربي.
وفي عام ١٩٤٦م افتتح هاشم في بغداد (مكتب الخط العربي) بالمشاركةمع الرسام اوكسن في محلة السنك شارع الرشيد ٠ وخلالها سافر هاشم الى تركيا لمشاهدة اعمال عظماء الخطاطين الاتراك ايام الحكم العثماني فالتقى بالخطاط الشهير(حامد الامدي) اكبر الخطاطين المعاصرين فنا وسنا حيث عرض عليه لوحاته فدهش الاستاذ حامد واعجب بخطوط هاشم غاية الاعجاب فاجازه مرتين الاولى عام ١٣٧٠ه والثانية عام ١٣٧٢ه وفيهما من الثناء العاطر والاشادة الكبيرة ما بين منزلة هاشم وفضله وفنه وكفاءته هاتان الشهادتان شاهدناهما معروضتان بمكتبه عندما كنانتدرب عنده في المساء.