
أصدرت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، مساء الإثنين، قرارًا بإيقاف لاعب نادي الاتحاد والمنتخب الوطني، فهد المولد، لمدة عام ونصف العام (18 شهرًا)، داخليًا وخارجيًا، بعد ثبوت تعاطيه المنشطات.
فأقول في مقالي بخصوص هذا الإيقاف فلتكن عبرة لفهد ولغيره وقد يثبت من خلال الإستئناف برآءته. ولكن أين تكمن الإستفادة من هذه المواضيع المشابهة في مجتمعنا، وقد أثبتت التجارب في بعض المجتمعات أن التهرب من المسؤولية ومحاولات تبسيط الخطأ أو تعليقه على أكتاف الآخرين أو على الظروف لن يجدي ولن يقود إلى طريق السلامة، بل يزيد الوضع سوءا، وكما أن للنجاح أسبابه فاللفشل أسبابه، وبدون معرفة الأسباب والإقرار بها لن يتحقق النجاح ولن يتفادى أو يعالج الفشل.
فهنا تذكرت حديثِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ»،
فأقول على اي إنسان أن يأخذ حذره إذا لدغ من جحر مرتين من إنسان يأخذ حذره، إذا كان على سبيل المثال شخص خدعك مرة فلتحذره حتى لا يخدعك مرة أخرى، وإذا كان شخص آخر ظلمك في المعاملة فليحذر أن يخدعه في معاملة أخرى وهكذا، يعني بالعربي الفصيح ينبغي توقي الشر ممن خدعك أولًا أو أضرك ثانياً. إذاً تكرار القيام بنفس الخطأ في التعامل مع أية مسائل بنفس الطرق، أو حتى اختيار الشيء الخاطئ مرتين، ليستا من صفات المؤمن المفترض أن يتحلى بالذكاء والنباهة ليميز بين النافع والضار.
وأخيراً أقول الوقوع باستمرار في الأخطاء نفسها، وانتهاج سلوكيات لا تأخذ بعين الاعتبار دروس الحياة، يصبح من الصعب تجاوز التجارب السلبية والاستفادة منها، هذا ما يحدث مع كثيرين ممن يشعرون بأنهم ضحية ما يجري حولهم، متجاهلين حقيقة أن الإنسان قادر على تغيير الأحداث بتغيير سلوكياته إزاءها، ويبرر هؤلاء الناس تكرار أخطائهم بالخوف من المجهول أو المستقبل، ويصبح تكرار التصرف ذاته بالنسبة لهم، هو الخيار الأسهل والأسلم، لأنهم يعرفون مسبقاً النتيجة، التي سيحصلون عليها حتى لو كانت سلبية على حياتهم، فلتكن حياتنا مستفادة من دروس وعبر غيرنا، والله الهادي إلى سواء السبيل.
همسة
أما آن لنا أن نعي بأنه (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)
للتواصل مع الكاتب monshiaa@gmail.com