” أنا المدينة من في الكون يجهلني ”
بقلم – أحمد صالح حلبي
حينما طلب مني الزميل الدكتور عبدالرحيم حدادي الكتابة بهذه الصحيفة تملكتني الحيرة ، فماذا أكتب وعن ماذا أتحدث
فالصحيفة التي شرفت بالصدور من طيبة الطيبة ينبغي أن تكون الكتابة بها مميزة ، لكونها صادرة من أرض طيبة الطيبة ، وتحمل رائحة الريحان وجمال الورد ، ونخوة جيران الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وشهامتهم ووقفاتهم الجميلة التي لمست الكثير منها منذ صغري حينما زرت المدينة المنورة بصحبة والدي ـ يرحمه الله ـ ، وكنا نسكن في منازل قريبة من المسجد النبوي ، وحينما نسمع آذان الصلاة نهرول بسرعة للوصول إلى موقع داخل الروضة الشريفة .
وفي آخر زيارة لي إلى المدينة المنورة ، تذكرت الكثير عنها ، بدأ من مسجد قباء والبساتين المحيطة به ، مرورا بمسجد الغمامة ، وحي العنبرية ، وحارة الاغوات ، ولم أنسى نادي أحد الرياضي ، فهو زميل عزيز لنادي الوحدة المكي ، فكلاهما سكنا الفؤاد ، فالوحدة مكية وحبي لها مرتبط بالمكان ، وأحد مدني وحبي له جاء منذ سنوات مضت يوم كان يلعب به أحد أصدقاء والدي ـ يرحمه الله ـ .
ولأن الحديث عن المدينة المنورة وجمالها وشهامة أهلها فتذكرت قول الشاعر عبدالمحسن بن حليت :
أنا المدينة من في الكون يجهلني
ومن تراه درى عني وما شغلا؟
تتلمذ المجد طفلا عند مدرستي
حتى تخرج منها عالما رجلا
فتحت قلبي لخير الخلق قاطبة
فلم يفارقه يوما منذ أن دخلا
وصرت سيدة الدنيا به شرفا
اسمي لكل حدود الأرض قد وصلا
أنا المنورة الفيحاء ذا نسبي
إذا البدور رأتني أطرقت خجلا
فهل بعد طيبة الطيبة يكون هناك حديث ؟
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com