التربية سلوك يمارسه الفرد و يتمثله واقعا عمليا في تصرفاته ، فإذا خرج من بيته وسار في طريقه إما لعمله أو مدرسته أو لزيارة أقارب وصلة رحم ؛ فإن الشارع الحكيم قد وضع تربية عظيمة لهذا السير ، وسن آدابا يلتزم بها المسلم في طريقه الذي يسير فيهز.
قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا لَقِيَ أحدُكم أخاه فَلْيُسَلِّمْ عليه، فإن حالت بينَهما شجرةٌ أو جِدارٌ أو حَجَرٌ ثم لَقِيَه فَلْيُسَلِّمْ عليه ) صححه الألباني . وقال عليه الصلاة والسلام :
( إِنَّ السلامَ اسْمٌ من أَسْماءِ اللهِ تَعالَى وضعَهُ في الأرضِ ، فَأَفْشُوا السلامَ بينَكُمْ ) صححه الألباني . ومن أعظم التربية أن تسلم على من لقيت كما ورد في بعض الأحاديث : (يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ علَى الكَبِيرِ، والمارُّ علَى القاعِدِ، والقَلِيلُ علَى الكَثِيرِ ) رواه البخاري . لأن في السلام أعظم تربية على الأمان .
ومن آداب الطريق والتربية التي شرعها الله عز وجل وسنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ( الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ. ) رواه مسلم . ومن أعظم التربية المحافظة على نظافة الطريق الذي يسير فيه الناس ، روى أبو بررزة الأسلمي قال : قُلتُ: يا نَبِيَّ اللهِ عَلِّمْنِي شيئًا أَنْتَفِعُ به، قالَ: اعْزِلِ الأذَى عن طَرِيقِ المُسْلِمِينَ. رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم : (
لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ. ) رواه مسلم . ومن أعظم التربية عدم إيذاء المسلمين بإلقاء القاذورات في الطرقات ، روى أبو هريرة : أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ. ) رواه مسلم . تربية عظيمة أقرها هذا الشرع القويم والدين العظيم والمنهج السليم . ومن أعظم التربية التي شرعها الإسلام : غض البصر ، وعدم تتبع عورات الناس في الطرقات أو في البيوت، قال تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ) النور / 30 . ما أعظم هذا الدين وما أعظم هذه التربية وهذا المنهج . هدانا الله وجميع المسلمين للتربية السليمة.
للتواصل مع الكاتب Fh.ks.1@hotmail.com

