أن تعيش مع شخص وتقضي حياتك معه وتُفاجأ باختفائه إلى الأبد، أمر أصعب من أن يستوعبه أحد،إذاً لا يوجد هناك قسوة أكثر من أن نسمع خبر وفاة من نحبهم فجأةًِ، فيكون الخبر صدمة كبيرة لنا تؤثر في حياتنا ولا نستطيع أن نعود كما كنا من قبل بل نتذكر الموت.
(كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
صحيح أنّ الموت حق على كل إنسان في الحياة إلّا أنّه مفجع ويترك ألماً لا يمحى مع الزمن، ولا يبقى لدينا إلّا ذكرياتنا معهم والدعاء لهم في قبورهم بالرحمة، نعم.
والله الموتٌ لا يُفرّق بين كبير وصغير, ولا صحيح ومريض، وإنما أنتَ يابن آدم أيَّامٌ إذا ذهب يومٌ ذهب بعضُك, فكلَّما مضى يومٌ فقد دَنَا أجلُك فالعاقل ينبغي له أنْ يكون مُستعدًّا لأيٍّ لحظةٍ يأتيه فيه ملكُ الموت، فأقول في هذا المقال بالأمس القريب توفى قريبي محمود إسماعيل مشتاق فسبحان الله قبل وفاته بيوم كان يتحدث معي ولا أعلم بأنها كانت الوداعية، الله اكبر يادنيا وموت الفجأة المر ولكن الحمد لله على أقدار الله فهو علآم الغيوب،وقائلاً ومعزياً لجميع أهله إنَّ الموت قضاء محتوم ، وقدَّرَه الله عز وجل للناس والخلق جميعاً، وكلنا نؤمن بهذه الحقيقة، ولكن ما يصعب عليهم هو الفراق عن حياتهم، ولذلك يمر أهل الفقيد والمقربون منه بحالة نفسية من الحزن والصدمة ولكن فلنصبر ونحتسب، وفعلاً والله الموت المفاجئ يصيب بصدمة لأهل وأقارب وأصدقاء ومعارف المتوفى، وتعتبر صدمة للجميع ولكن الذي يصبرنا جميعاً أنه رحل للذي أكرم منا جميعاً عند أكرم الأكرمين فرحمك الله يامحمود رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته،وأخيراً والأولى أن يدعو الإنسان بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ :
كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ )
اللهمّ أجزه عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا اللهم آمين يارب العالمين.
همسة.
اللهم أرحم من عجزت عقولنا عن إستيعاب فراقهم وأجعل قبورهم نورا وضياء إلى يوم يبعثون.
للتواصل مع الكاتب monshiaa@gmail.com


