تجاهل اقوالهم كأنك لم تسمعها واستعد مع نفسك لأيام عشرة ذي الحجة و لا تضيع وسط الحيرة والتنافس .. فهذا شيخ وذاك داعية وذاك ناقل وآخر صديق لقوقل .. وآخر ناسخ ولا يعلم ماذا نسخ وتجتمع عليك فتاوى واحاديث ودعاء ونصائح من كل صوب وحدب وكأنك حديث عهد في الإسلام أو في إستقبال هذه الأيام التي يلتقي بها العبد مع ربه وجها لوجه .. فالله يرى خلقه وهم لا يرونه سبحانه وتعالى ولكن يشعرون بوجوده معهم ليل نهار.
استقبل القبلة واستجمع قوة التذلل والخضوع وانسى كل هؤلاء وما سمعته من الفاظ منمقة وكلمات سجع وبكاء يبعدك عن لحظات التركيز بالدعاء .. احذف من قائمة استماعك ومشاهدتك كل المزعجين الذين يصرخون ويزعّقون حتى ترى اوداجهم تكاد ان تنفجر وكأنهم على وشك الدخول بصراع مع الآخرين فيُفزعون الرضيع وامه ويعتقدون ان صراخهم يصل للقلوب بينما يزعجون النفوس .. وتسأل من اين جاء هؤلاء!!
انت الان امام الله امام الذي يعرف قبل ان تقول وحينما تقول وبعد ان تقول وقبل ان يخلق الكون كنت تحت سمعه وبصره بما يليق بجلاله .. ابدأ بالدعاء بكلماتك البسيطة وبكل لفظ ومعنى بسيط بعيدا عن اغتصاب الكلمات وليكن التذلل والرجاء والخضوع هو نبراس اللقاء .. اطلب ما تحتاجه في دنياك واخرتك .. اطلب بالدعاء مالم تسمعه بدعاء صلاة الجماعة .. اطلب حتى شِرك نعليك وثوبك ولونه .. اطلب الصغيرة والكبيرة .. انت الآن امام عزيز قادر مقتدر وعليك ان تنسى ما قاله ذاك او افتى به غيره او صرخ مزعج آخر .. انت الآن امام الله .. إنها العلاقة المحمودة السرية وسوف ينتابك الخشوع او بكاء الخشوع حينما تستشعر ان الله امامك يستمع لك اكثر من استماع الأم لرضيعها .. لا تدع ما تسمعه وسيطا بينما لديك رجاء خاص بك وبمن معك .. فلا وسطاء بلقاء الله.
للتواصل مع الكاتب www.talnuzha.net