
بدأت في العاصمة الأردنية عمان اليوم، الاجتماعات الإعلاميَّة التي تعقدها الأمانة العامَّة لجامعة الدُّول العربيَّة، قطاع الإعلام والاتِّصال – إدارة الأمانة الفنيَّة لمجلس وزراء الإعلام العرب، بالتَّعاون والتَّنسيق مع الهيئة العربيَّة للبثّ الفضائي، تنفيذا للتوصيات الصادرة عن الدورة العادية الأخيرة للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب، بمشاركة من الدول العربية إلى جانب خبراء ومعنيين بهذا المجال.
وقال وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية فيصل الشبول في كلمته بافتتاح الاجتماعات : إنَّ الموضوعات الثلاثة التي تتصدُّى الاجتماعات لمناقشتها، سواءً دور الإعلام العربي في مكافحة التطرُّف والإرهاب، أو ما يتعلَّق بالإعلام الإلكتروني، وكذلك حماية الأطفال والنَّاشئة من مخاطر بعض الألعاب الإلكترونيَّة، هي موضوعات جديرة بالبحث والنِّقاش من هذه النُّخبة المشاركة في الاجتماعات، داعياً في الوقت نفسه أعطاء الأولويَّة للبحث، في أقرب وقت ممكن، وعلى أعلى مستوى، في مسألة رابعة، وهي، كيف نُمكِّن الإعلام العربي أمام وسائل التَّواصل الاجتماعي التي باتت تستحوذ على سوق الإعلان حول العالم فتحرم وسائل الإعلام من سُبُل العيش الطَّبيعي الذي اعتادت عليه منذ عقود.
وأضاف : أمَّا الخطر الآخر المُحْدِق بالإعلام، فهو انزلاق بعض وسائله إلى خطاب يتأثَّر بِلُغة العامَّة في وسائل التَّواصل الاجتماعي، متجاوزاً كلَّ التَّشريعات ومواثيق الشَّرف التي تحكم خطاب الإعلام.
ووصل الأمر بالبعض إلى ممارسة الشَّتم والتَّحقير عبر وسائل التَّواصل الاجتماعي، كونها وسائل لا تخضع للتَّشريعات والمواثيق الإعلاميَّة كما دعا الوزير الأردني إلى محاربة الثَّالوث الخطير الذي بات يتهدَّدُ مجتمعاتنا جرَّاء الاستخدام السَّلبي لوسائل التَّواصل الاجتماعي، وتأثُّر بعض وسائل الإعلام به، وهو: خطاب الكراهية، وانتهاك الخصوصيَّة، والأخبار الكاذِبة أو المزيَّفة.
وقال : لقد أصبحت التكنولوجيا الحديثة ووسائلها في متناول الجميع، سواءً من حيث سهولة استخدامها أو قِلَّة كُلفتها؛ ولهذه الأسباب، فقد نفذ الإرهابيُّون عبر هذه الوسائل؛ فنجحوا في استخدامها، جنَّدوا آلاف الشَّباب حول العالم، ونقلوا الأموال لتمويل عمليَّاتهم الإرهابيَّة، وصوَّروا مشاهد الذَّبح والتَّعذيب ونشروها، مثلما فعل تنظيم داعش الإرهابي مثلاً.
ولمواجهه الواقع الجديد طالب الشبول، بعقد ينظِّم العلاقة مع شركات التَّواصل الاجتماعي وحدود مسؤوليَّاتها تجاه الرَّأي العام في هذه المنطقة، من جهة، وتحديد الرِّبح الفائت على وسائل الإعلام، من جهة أخرى، واعتماد منهاج التَّربية الإعلاميَّة للأطفال والنَّاشئة؛ بقصد التَّوعية بفوائد الاتِّصال الإنساني ومخاطره، عبر مختلف وسائل الإعلام والتَّواصل، بالإضافة لوضع مناهج دراسيَّة في الجامعات العربيَّة، ترسم الحدود بين الإعلام وتشريعاته ومواثيقه ولغته وأخلاقيَّاته، من جهة، والتَّواصل الاجتماعي وفوائده ومخاطره، من جهةٍ أخرى.
من جهته، قال الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي، نتطلع إلى الخروج بتوصيات تسهم في قطع الطريق أمام الحمولات التي تستغل شبكات التواصل الاجتماعي لنشر التطرف والكراهية.
وطالب السفير خطابي بضرورة تحصين الرأي العام وحماية الشرائح الأكثر استهدافاً من ويلات التطرف، وفق مقاربة استباقية، ترتكز في جوهرها على نشر ثقافة تربوية كفيلة بحماية الشباب في إطار من السلامة الرقمية وبيئة إعلامية آمنة وسليمة تمكنهم من تملك الحس النقدي واكتساب القدرة على المفاضلة لتحجيم الاختراقات المشبوهة والخطابات المبتذلة والبرمجيات المحرضة على العنف عبر الألعاب الإلكترونية، التي اثبتت الدراسات تزايد انتشارها في ظل جائحة “كورونا”، وانعكاساتها السلبية على تنشئة الأطفال والأمن المجتمعي.
وأضاف : أن الإعلام التربوي يظل المدخل القويم لاجتثاث جذور الإرهاب والتطرف، بتعاون مع الجهات المعنية، بما فيها مكونات المجتمع المدني، الأمر الذي يتطلب حتماً تأهيل العاملين في الحقل الإعلامي وتنمية قدراتهم ومهاراتهم والتعامل مع هذه الظاهرة العابرة للحدود بروح من المسؤولية القانونية والإخلاقية.
واشار السفير خطابي إلى رمزية المقترح المقدم من الهيئة العربية للبث الفضائي لتخصيص جائزة سنوية لأفضل عمل تلفزيوني وإذاعي عربي يندرج ضمن مكافحة الإرهاب والتطرف، منوهاً بنشاط الهيئة الإعلامي بجانب المنظمات المماثلة.
بدوره، قال رئيس الهيئة العربية للبث الفضائي محمد العضايلة، عند الحديث عن الإرهاب لا بد من التطرق إلى ظاهرة انتشار الألعاب الإلكترونية التي تُحاكي العمليات الإرهابية والمصممة على مستوى برمجي عالٍ والتي تخدم التنظيمات الإرهابية عبر بناء أساس متين لخلايا إرهابية غضة تتمثل بأطفالنا الأبرياء.
واضاف أن تلك الألعاب غزت عالمنا الإلكتروني دون سابق إنذار وتدرجت شيئاً فشيئاً إلى زوايا حياتنا وتسللت كاللص لتسلب أوقاتنا وأوقات أطفالنا إذ أصبحت إدماناً للكثيرين”، موضحاً أن الهيئة من خلال عضويتها في اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني تقدمت بمقترح تشكيل لجنة عربية تُعنى برصد ودراسة جميع الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف والإرهاب ومدى تأثيرها على الأمن المجتمعي والتي أوصى بتشكيلها مجلس وزراء الإعلام العرب بدورته العادية الخمسين.
وتضمنت أعمال الاجتماعات، جلسة عمل متخصصة ناقش خلالها خبراء دور الإعلام وأثره في قضايا الإرهاب والفكر المتطرف، تضمنت أوراق عمل مقدمة من الأردن، فلسطين، اليمن، المنظمة العربية للثقافة والعربية، والمركز العربي للإعلام الإلكتروني.
وتعقد اللجنة العربية المكلفة بدراسة خطر الألعاب الإلكترونية اجتماعاً مغلقاً مساء اليوم، لمناقشة ودراسة جميع الألعاب الإلكترونية التي تدعو للعنف والإرهاب وتأثيرها على الأمن.