
بقلم – أحمد صالح حلبي
يبدو أن أبو مُلَيْكة جرول بن أوس بن مالك العبسي ، المعروف بشاعر الهجاء الحطيئة ، قد عاد مجددا إلى مجتمعنا ، فأصبحنا نقرأ ونسمع بين الفينة والأخرى عن من يسعى لهجاء هذا ، والإساءة لذاك ، مدعين إخلاصهم وأمانتهم وقوتهم ، وعلمهم ومعرفتهم وقدرتهم على مواكبة العصر ، وهم في حقيقة أمرهم مجرد لصوص سرقوا ويسرقوا بكلمات مليئة بالكذب والاحتيال .
وإن كان الحطيئة قد عاش الظلم بين قومه ، فإن هؤلاء الكاذبون لم يعيشوا شيئا منه ، وبدلا من صنع المديح والثناء لمن وقفوا معهم وساندوهم ، أصبحنا نراهم ينكرون لكل معروف وعمل قدم لهم .
وإن اختلفنا مع الحطيئة في هجائية للآخرين ، لكنه أحسن في قوله :
يا باري القوس برياً ليس يحسنه * لا تظلم القوس أعط القوس باريها
فهل أدرك الآخرون ذلك ؟
وما يقوم به البعض حاليا من الاساءة للآخرين يذكرنا بالحطيئة أيضا كشاعر وحيد هجا الكثيرين حتى نفسه التي قال عنها :
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما.
بسوء فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها قبح الله خلقه.
فقبح من وجه وقبح حامله
ترى كم من أمثال الحطيئة يعيشون بيننا اليوم ، وهل لديهم القدرة على هجاء أنفسهم ؟
للتواصل ahmad.s.a@hotmail.com