مازلنا ولله الحمد والمنة نقدم ورقات في التربية .
ولماذا التربية ؟ لأن التربية بها صلاح المجتمع ، وبها الحماية بعد الله تعالى لأفراد المجتمع من كل الانحرافات والتوجهات غير المرغوبة . فكلما كان المجتمع ذو تربية سليمة كانت الحياة داخل هذا المجتمع سعيدة هادئة هانئة متوازنة ، ينعم الأفراد فيه بالأمن وينعم الجميع بالسكينة والصلاح .
فالتربية سلوك يمارس وأفعال يظهر صلاحها على الأفراد والجماعات . والتربية إن لم تكن أفعالا محمودة وخصالا حميدة فلا تسمى تربية ، بل إن كانت عكس ذلك فهي من أعظم العوامل لهدم المجتمع ، ومن أكبر العوامل لتكوين مجتمع غير سوي لا أمن فيه ولا أمان ، وتكون السمة الغالبة على هذا المجتمع التفكك والعدوانية واللامبالاة ، وتسود الأنانية بين أفراده وتنتشر الكراهية والبغضاء بينهم ويكون حب الذات هو المحرك لكل الأحداث فتجد الكل ينحر في الكل بلا رحمة ولا شفقة ولا عطف ولا حنان ولا رحمة فالجميع أنانيون يكره كل منهم الآخر ، ويعيش الجميع في هذا المجتمع في تخوف دائم وترقب للشر مستمر فلا أمن ولا أمان ، فالمجتمع بلا تربية هو مجتمع غير آمن .
لذلك تكمن أهمية التربية في أنها توجه المجتمع إلى السير في الطريق الصحيح ، على نهج الشريعة الإسلامية المتوازنة والتي من سماتها لا تفريط ولا إفراط ولا غلو ولا تطرف .
مجتمع ذو تربية هو مجتمع يعيش أفراده متحابين متعاونين متكافلين ، تسود بينهم الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة والسلوكيات النبيلة ، سواء داخل البيت أو داخل الحي أو المجتمع المحيط بهذا البيت ، وتجد في هذا المجتمع الأفراد لديهم قيم عالية الأهداف سامية الأفكار ، يحبون الخير للجميع بقدر ما يحبونه لأنفسهم ، فهو مجتمع متماسك مترابط متآخ ، يشد بعضه أزر بعض نحو خير المجتمع وسعادة الجميع .