القلب لا يصحو إلا بالألم.
والنفس لا تشف وترهق إلا بالمعاناة.
والعقل لا يتعلم إلا بالعبرة.
والقدم لا تأخذ درساً إلا إذا وقعت في حفرة.
حكاية مثل لا توصي حريص يحكى ان ملكاً من ملوك العرب قديما خرج ذات يوم برفقة بعض وزراءه لتفقد رعيته فصادف شيخ كبير السن فسلم عليه سأله عدة اسئلة.
وكان الشيخ الكبير يجيب الملك بكل ثقة.
سأله الملك : ما هي أخبار الجماعه..؟؟
أجاب الشيخ : لقد تفرقوا
سأل الملك : ماهي أخبار القريب..؟؟
فأجاب الشيخ : لقد أصبح بعيد..
فسأل الملك : ما هي أخبار الاثنين..؟؟
فأجاب الشيخ : لقد اصبحوا ثلاثة..
فقال له الملك محذراً : لا تبيع برخيص..
فاجاب الشيخ : لا توصي حريص.
وعندما رجع الملك إلى قصره سأله المرافقون من حاشيته عن سر هذا الحوار الذي دار بينه وبين الشيخ فرفض الملك الإجابة وقال لهم :
لقد وضعت جائزة كبيره لمن يحل هذا اللغز.
وبعد حوالي شهر جاء أحد الوزراء إلى الملك وأخبره انه قد عرف الحل وهو الجماعه الذين سأل عنهم الملك و أخبره الشيخ انهم تفرقوا هم ( الأسنان) والقريب الذي سأل عنه الملك و أخبره الشيخ انه أصبح بعيد هو ( النظر).. و الإثنين الذي سأل عنهم الملك و أخبره الشيخ انهم اصبحوا ثلاثه هم ( أرجله).
فسأله الملك :أخبرني بصدق كيف عرفت الحل!؟فقال الوزير : أنني قد ذهبت الى الشيخ ورجوته ان يخبرني عن الحل وأعطيته مبلغاً من المال ولكنه رفض وقد ضاعفت له المبلغ عدة مرات وكان يرفض إلي أن باعني الحل بمبلغ كبير.
فقال الملك فقد كنت اعلم انكم ستذهبون الى الشيخ لمساعدتكم في حل اللغز لذلك قلت له ( لا تبيع برخيص ) واجابني الشيخ (لانه فهم قصدي)
وقال لي ( لا توصي حريص).
ما أجمل حين نسعد من حولنا بقصص وعُبر.
وبكلمات تسعد قلوبهم، فالكلمة الطيبة صدقة.
اللهم..إرزقنا السعادة والعافية والهناء والنقاء.
للتواصل مع الكاتب KhaledBaraket@gmail.com
