بقلم – أحمد صالح حلبي
نابوليون بونابرت قائد عسكري وسياسي فرنسي من أصل إيطالي ، عرف أثناء الثورة الفرنسية ، وجمع بين الدهاء السياسي والقوة العسكرية ، قاد عدَّة حملات عسكرية ، قاد فرنسا في سلسلة انتصارات مُبهرة على القوى العسكريَّة الحليفة التي قامت في وجهها، فيما عُرف بالحروب النابليونية، وبنى إمبراطوريَّةً كبيرة سيطرت على مُعظم أنحاء أوروبَّا القاريَّة حتَّى سنة 1815 عندما سقطت وتفكَّكت .
وقف يوما أمام جنوده قائلا : حينما قال نابليون: ( باستطاعتك أن تحفر بئرا بإبرة…. ) فتعجب الكثيرون من قوله ، ولم يستطع أحد الاقتناع بهذه المقولة سوى بعض الأفراد المقربين منه والذين عرفوا هدفه بشكل جيد .
وقالوا: إن نابليون أراد أن يقول للجميع إنه من الممكن تحقيق الكثير من الانتصارات شريطة الالتزام بالهدوء والصبر .
ومن مقولة نابليون تبرز قضية أخرى متمثلة في الاقتناع المعتمد على تسخير الحواس تسخيرا يتوافق والحاجة إلى بلوغ الهدف فليس كل هدف نسعى إليه يكون مثمرا إذ لابد من إقناع الشخص بالهدف الذي يسعى لإقناع الآخرين به .
ولكن قبل السعي لإقناع الآخرين بوجهة نظرك أو قضيتك فلابد أن تقتنع أنت بها ووقتها يدخل التفكير بمهاراته كطرف فاعل في عملية الإقناع غير أنه سيكون بحاجة إلى مقومات مساعدة تعتمد على جمع المعلومات واستغلالها بشكل جيد من خلال ربطها بالمعلومات المتوفرة عن الشخص المستهدف إقناعه بأفكارك والبعد عن الغرور الذي قد يؤدي إلى إحداث انحراف سلوكي في مسيرة الشخص فيسير الشخص وقتها كسير الطاووس الذكر في كبريائه وغروره أمام الأنثى ليبهرها بمنظره البهي من خلال نصب ذيله المكون من كواسٍ علوية عظيمة الطول ونشرها على صورة مروحة برفع الذيل تحتها والتي سرعان ما تأخذ في التراجع ببطء نحو الأنثى فتقبل عرضه ثم ينتقل بسرعة أمامها ليبهرها بمنظره البهي ويجمع الذكر القابلات من الإناث حوله كسرب من الحريم يقوم بحراستهن بغيرة شديدة هكذا هو الطاووس الذي يحاول البعض تقليد كبريائه .
فإيهما أفضل حفر بئر بإبرة كما قال نابليون؟.
أم كبرياء الطاووس أمام الأنثى ومن ثم الخضوع لها؟.
وان اختلف علماء النفس في تعريف الشخصية فان الكثير اتفقوا على أن تنمية الشخصية لا تحتاج إلى مال أو إمكانات أو فكر معقد وإنما هي بحاجة إلى إرادة صلبة وعزيمة قوية ووقفة صادقة ممن حوله .
وهذا يعني أن الإنسان لا يحتاج إلى تقصير المسافة بالأمتار بينه وبين الآخرين وإنما إلى تكوين علاقات صداقة تقرب القلوب إلى بعضها .
والرؤية الصحيحة لأي عمل لابد وأن تبنى على أسس سليمة ليتمكن الفرد من تطويرها وتحسين أدائها للوصول إلى الأفضل والخروج بنتائج جيدة تؤكد أصالته والتزامه بتقبل الهدوء والصبر مستخدما حواسه الخمس حتى لا يقال إنه جماد لا حواس له أو مستخدما بعض حواسه ومغيباً الأخرى ليقال له حينها إنه حيوان لا يملك القدرة على التفكير .
وكما يكون الإنسان ذكيا فلابد أن يكون عادلا فالعدل لا يبطله شيء قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النحل:90) .
للتواصل مع الكاتب ahmad.s.a@hotmail.com