
بقلم – نزهة الإدريسي – المملكة المغربية
المسرح هو شكل من أشكال التعبير الفني، وقد عرف منذ فجر الحضارة ، عند الاغريق والرومان و قدماء المصريين و ارتبط بالطقوس الدينية التي كانت تمثل اهم المناسبات الإجتماعية و بمرور الزمن بات حاضرا في حياة الناس كوسيلة ترفيهية و تثقيفية بمواضيع تلامس كل جوانب حياتهم .
وقد عرفت المملكة العربية السعودية هذا الفن في شكله الحديث في بدايات سنة 1950 م وان كانت الكتابة المسرحية كأدب قد ظهرت بوقت طويل قبل هذا التاريخ لكن اقتصرت مواضيعه على الحكايات و الروايات التاريخية و التراثية والدينية .
وفي مطلع الثمانينات قررت الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، ابتعاث عدد من هواة هذا الفن لدول عربية وخليجية وأجنبية لدراسة هذا الفن بجميع تخصصاتهم من تمثيل و اخراج و ديكور والاستفادة من التجارب الرائدة في العالم ، و هكذا قامت شركة أرامكو ممثلة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي بالتعاقد مع المركز الوطني البريطاني لجذب كفاءات متخصصة في مجال الفنون المسرحية من جميع التخصصات تمثيل، اضاءة، ديكور ، صوت لتدريب الفنانين و الطلاب. وهكذا صعد الخشبة مسرحيون سعوديون جنبا الى حنب مع نظراء لهم من بريطانيا في مسرحية عالمية ( الف ليلة وليلتان ) . وبعدها ارتكن المسرح السعودي للمحلية وبجهود فنانين شغوفين بهذا الفن ظهرت فرق متعددة تحت رعاية وزارة الثقافة الا انه ظل بين مد و جزر .
وبهذا الشأن يقول الدكتور والفنان – جميل القحطاني ” المسرح السعودي يظهر فجأة بروح شبابية بروح المواهب ثم يغيب للأسف مسرح بمعنى مسرح لا يوجد لان المسرح يحتاج مزواله يوميه من ناحية التدريبات وورش العمل ليس شرطا ان يكون هناك عرض مسرحي كل يوم وإنما نادي مسرحي او اكاديمية متخصصة بها جميع ما يخص العمل المسرحي ، ورش للديكور ورش للمكياج ، ورش للتأليف ، ورش للإخراج وورش للمكسورات والملابس الخ .
وعندما نقدم عمل مسرحي او باكورة عمل مسرحي يجب ان يستمر العرض المسرحي على الاقل شهر ويتسابق الجمهور على شباك تذاكره هناك من النجوم من قدم مسرحيات ولكن ايام قليله وتنتهي المسرحية ومن عام الى عام حتى نرى مسرحا ثم ننتعش مجددا ثم يغيب .
من خلال الحراك الثقافي وهيئة الترفيه حاليا يشكر معالي المستشار تركي ال الشيخ في دعمه وتبنيه للمواهب في شتى المجالات كما بث روح التفاؤل والامل عندما قدم فعاليات موسم الرياض وكان من خلال هذه الفعاليات تقديم مسرحا حقيقيا حيث شاركت العديد من الدول العربية بمسرحيه بالإضافة الى تقديم مسرح سعودي خلال موسم الرياض .
وبأذن الله تعالى المسرح يخطوا خطوات جميله بوجود معالي المستشار تركي ال الشيخ وبوجود النجوم ووجود المواهب وتعتبر تجربة ” مسرح السعودية ” التي اقتبست عن ” مسرح مصر” تجربة مهمة أعادت للمسرح الاجتماعي رونقه وأسست لمسرح شبابي سواء على مستوى فناني الخشبة او مقاعد الفرجة .
للتواصل مع الكاتبة argana_63@live.fr