
بقلم/ فهد عواد الرحيلي
أوجه مقالي هذا تحديدا إلى الخريجين المتوجهين إلى سوق العمل، وأقول لهم اختاروا من الوظائف ما شئتم إلا الوظائف التعليمية، وإذا كنتم مصرين فأجيبوا على التساؤلات التالية، هل تستطيعون أن تنتظروا أكثر من خمس سنوات حتى تأتي أرقام وظيفية جديدة، وإذا صبرتم فهل تتحملون العيش في غربة طويلة عن أهلكم ومدينتكم، إذا كان جوابكم بنعم؛ فتحملوا نتائج قراراتكم.
قبل أكثر من عشرين عاما كان المعلمون محسودين على وظيفتهم لأنها تتسم بميزات كثيرة؛ كالراتب الجيد والإجازة الطويلة، وحتى العروسة، لأنه في تلك الحقبة من الزمان إذا كان المتقدم للخطبة معلما؛ فإنه لا يُرفض إلا ما ندر، إن أبرز التحديات التي يواجهها الراغبون في الوظيفية التعليمية هي أنه لا يوجد احتياج ولا يوجد أرقام وظيفية جديدة للتعيين، كما تدَّعي وزارة التعليم، وإذا تعيَّن المعلم وَوُجِّه لمدرسته؛ فعليه الانتظار سنوات طويلة حتى يتم نقله إلى المدينة التي يقطنها، ومما يسهم في حل هذه المعضلة النموذج الياباني الذي يحدد سن تقاعد المعلم إلى 45 سنة أو أعلى تقدير 50 سنة، وهذا من شأنه أن يحدث أرقاما وظيفية جديدة ويجعل من حركة النقل الخارجي أكثر فعالية ويحد من الفجوة العمرية ما بين المعلم والطالب، فلو قلنا على سبيل المثال إن المعلم عمره 55 عاما والطالب 14 عاما فمن الطبيعي أن يصعب التواصل بينهم، وسيؤثر ذلك على فهم الطالب واستيعابه، كما أن تحديد سن تقاعد المعلم إلى 45 سنة له فوائد أخرى؛ فالمعلم بعد عمر 45 سنة تضعف عنده الذاكرة ويقل نشاطه البدني وغيرها من الأمور الأخرى ، وسيقول قائل إن التكنولوجيا تساعد المعلم على توصيل المعلومة بأفضل طريقة ممكنة، فإذا كان اليابانيون أهل التكنولوجيا قد حددوا سن تقاعد المعلم إلى هذا العمر، فما بالك بنا نحن.
ختاما: يقول أحمد شوقي:
قم للمعلم وَفِّه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا
آه يا شوقي لو أطال الله في عمرك ورأيت ما نحن فيه، لقلت:
ألا ليت الشباب يعود يوما
المقال باختصار: سياسة وزارة التعليم تقول إن الطالب هو محور العملية التعليمية، وأنا أقول إن الطالب والمعلم كفتا ميزان التعليم؛ إذا مالت كفة الطالب على كفة المعلم حتما سيصل طلابك يا تعليم إلى القاع .