
قال الله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) 107 / الأنبياء
وقال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) 156 / الأعراف
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )
وقال عليه الصلاة والسلام : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ) أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد.
الإسلام دين الرحمة ، ينصف بها الخالق العظيم ويتحلى بها أنباؤه ويوصي بها أتباعه ويلزم بها أفراد المجتمع لأن صفة الرحمة صفة عظيمة من صفات الله عز وجل اتصف بها سبحانه وتعالى وغلبها على غضبه وعقابه فقال إن رحمتي سبقت غضبي ، وبشر بها عباده المؤمنين فقال سبحانه : ( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ) 49/ الحجر ، ووصف بها أخلاق أنبياءه صلوات الله عليهم جميعا ، فهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يصفه ربنا جل شأنه فيقول : ( إن إبراهيم لحليم أواه منيب ) 75 / هود ، ثم يصف رحمته بنبي الله لوط فقال للملائكة : ( إن فيها لوطا ) 32 / العنكبوت ، رحمة به وبآل بيته ، وكذلك يصف نبيه عيسى عليه السلام فقال على لسانه : ( ولم يجعلني جبارا شقيا ) 32 / مريم ، بل رحيما بقومه وأتباعه ، ويصف ربنا جل شأنه خلق الرحمة الذي اتصف به النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال عنه : ( وكان بالمؤمنين رحيما ) 43/ الأحزاب.
فخلق الرحمة خلق عظيم وصفة جليلة من اتصف بها نال رضا الله تعالى ومحبته وغفرانه.
وقد ورد ذكر الرحمة ومشتقاتها في مئتين وثمان وستين موضعا في كتاب الله عز وجل . ومن أعظم الرحمة هي رحمة الإنسان لنفسه فلا يوردها المهالك ، ومن الرحمة رحمة الأزواج فيما بينهم ، قال تعالى : ( وجعل بينكم مودة ورحمة ) 21 / الروم ومن الرحمة رحمة الناس ببعضهم ، قال عليه الصلاة والسلام : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ) . ومن صور الرحمة أيضا رحمة الراعي بالرعية قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ، ومن ولي من أمر أمتي فرفق بهم فارفق به ) ومن صور الرحمة الرحمة بالبهائم والمخلوقات الأخرى فيجزي بها الله تعالى مالا يتوقعه أحد فقد غفر الله لبغي من بني إسرائيل سقت كلبا يلهث من العطش . فالرحمة من الأخلاق الكريمة والفضائل النفيسة التي يجب أن يتحلى بها أفراد المجتمع فيما بينهم فيرحم الكبير الصغير ويرحم القوي الضعيف فيسود الود والاحترام والتقدير بينهم وليرحم الله هذا المجتمع المتراحم فيما بينه ، فكلما زادت الرحمة بين أفراد المجتمع زادت رحمة الله بهم .
اللهم اجعلنا ممن رحمتهم واجعلنا من أرحم عبادك بهم.
للتواصل مع الكاتب Fh.ks.1@hotmail.com