جميل جداً أن يكون الإنسان ناجحاً في عمله ، مميزاً في أدائه ، معروفاً بين أقرانه ، فيشار له بالبنان ، وهو للتميز عنوان ولكن الأجمل أن يضيف لذاك النجاح نجاحه في حياته ، وقوة علاقته بمن حوله وجميل ارتباطه ، فنجاحه في عمله لا يكون سبباً في فشله في حياته ، فكثيراً ما نجد وللأسف أشخاصاً كرسوا حياتهم للعمل ، حتى أنستهم علاقاتهم ، وأبعدتهم عمن حولهم ، فلا يحسنون التواصل ، ولا يجيدون التعامل ، فوقته وجهده واهتمامه منصب في عمله ، أما التواصل مع الآخرين ، فهو آخر همِّه.
وزيادة في أهمية هذا الأمر ، وأثره على تكامل الصفات الشخصية ، وارتباطه بنيل الدرجات العلية ، نجد أن كل من كانت علاقته بالآخرين جيدة ، وتواصله معهم مستمراً ومثمراً ، ويقوم على أسس سليمة ، ويضع له أهدافاً عظيمة ، كان هذا التواصل خير داعم له في نجاحه بعمله ، وتحقيقه لأمله ، فهو إن كان حقاً حريصاً على ذلك ، كان لزاماً عليه ألا يغفل عن هذا الأمر ، ويوليه من العناية والاهتمام ، ما يجعله يشعر بالفخر ، عوضاً عما في ذلك التعامل الحسن من عظيم الأجر.
فأي نجاح سيحصد المرء ، إن كان منعزلاً عن الآخرين ، وأي تميز سيسعد به إن ظل بعيداً عن الداعمين ، ومستغنياً عن الناصحين ، ومقرباً من المحبين فحسن التواصل وإن كان في ظاهره خدمة الغير ، إلا أنه في حقيقته خدمة للذات ، وباب ندخل منه لجميل الصفات ، وسنسمع بسببه أعذب الكلمات.
فمن منا لا يسعد بالثناء ، ولا يطمع في الرجاء ، ولن يحصل عليهما إلا بالعطاء ، وأن يكون عطاءه فيضاَ من سخاء ، فلا يبخل بنصيحة يقدمها فينفع بها ولا بقيمة يغرسها فيجني طيبها ، ولا برسالة ينقلها فيسمع صداها يتردد من حوله ، وأثرها ينعكس على من يستلمها ، إن كان حديثاً عابراً ، أو حواراً هادفاً ، أو مبادرة مدروسة ، أو مشاركة محسوسة.
فيدعم بها النجاح ذاك ، ويرفع بتلك المكانة درجته ، ويجمع بتلك المواقف أحبته ، وينفع بكل تلك الجهود نفسه قبل أن تنتفع بها مدرسته فهو المستفيد الأول والأخير.
وهذا ليس بجديد على كل طامح ، نحو القمة يسير ، وهو بها جدير وفي قلوب الناس أسير فحبهم له ، وحرصهم عليه ، سيكون وقوده الذي سيملأ به عربته.
ونفعه لهم ، وحسن تواصله معهم ، سيظل زاده الذي سيحافظ به على قوته ؛ ليدعمه في رحلته ، حتى يحط رحاله في ساحة المجد ، بل على قمته.
للتواصل مع الكابة @bentalnoor2005