
يعد المعلم الركن الأساسي وحجر الزاوية في الميدان التعليمي، والعنصر الحاسم في مدى فعالية العملية التعليمية، وأمل الأمة في أن تصل إلى التقدم والتطور والإزدهار، لأنه يربي الأجيال ويصنع العقول الواعية، فهو نبع الماء الصافي الذي يروي العقول بالمعرفة والثقافة لتصبح عقولًا نيرة مفكرة تعرف هدفها بشكل واضح وتسعى بإصرار لتحقيقه، فدوره الجوهري لا يمكن أن يعوضه أي عنصر آخر في العملية التعليمية سواء كانت إدارة المدرسة أو الكتاب المدرسي أو أي وسيلة تعليمية حديثة, فالمعلم هو الذي يعطي كل هذه العناصر دورها, وهو الذي يساعدهم على تحقيق الهدف المنشود.
فمهما كان المنهج الدراسي شاملًا، وعناصره متكاملة، فإنه لن يجدي شيئًا في حال غياب المعلم النموذج أو القدوة، ولن تستطيع الأمة أن تستفيد شيئا من التدفق المعرفي الهائل الذي يشهده هذا العصر، ولا من التقنيات المتاحة للناس فيه، لأن المعلم هو المحرك لدوافع المتعلمين، والمشكل لاتجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة؛ فعلى الرغم مما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تيسير العملية التعليمية على الطلاب، يبقى المعلم هو المنظم الماهر للعملية التعليمية، والصانع الماهر للتطور والتقدم.
ولكونه المسؤول الأول عن تقدم الأمم، وأن هذا التقدم مرهون بجهده وعزمه وإصراره على أن ينقل كل ما لديه من علم ومعرفة لعقول طلابه كي يصبحوا مسلحين للمستقبل ومدركين لكل ما يحيط بهم في عالم سريع التطور، لم يعد دور المعلم قاصرًا على الحفظ والتلقين، بل أصبح مرشد، ومنظم، ومساعد، وميسر، وموجه، ومربي، وغيرها من الأدوار؛ وعلى الرغم من أن التحولات العالمية والتطورات العلمية والتكنولوجية في العصر الحديث قد فرضت عليه الكثير من الأعباء، إلا أنه كان في عمل دائم لتجديد معارفه ومهاراته ليواكب ما يحمله العصر من تحديات.
وأخيرًا، ولكون مهنة المعلم من أشرف المهن على الاطلاق، نسرد في السطور التالية بعض الأقوال المأثورة عن المعلم:
• الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود: لو لم أكن ملكًا لكنت معلمًا.
• جبران خليل جبران: السبب في بناء الأوطان ثلاثة: معلم يربي أجياله، فلاح يغذي أبناءه، جندي يحمي بلاده.
• الشيخ يوسف القرضاوي: المعلم هو العمود الفقري في عملية التربية، وهو الذي ينفخ فيها الروح ويجري في عروقها دم الحياة، مع أنّ في مجال التعليم والتربية عوامل شتى ومؤثرات أخرى كثيرة من المنهج إلى الكتاب إلى الإدارة إلى الجو المدرسي إلى التوجيه أو التفتيش، وكلها تشارك في التوجيه والتأثير بنسب متفاوتة ولكن يظل المعلم هو العصب الحي للتعليم.
• الحسين بن علي: حق أستاذك عليك التعظيم له والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه، وألا ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحدًا يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدث في مجلسه أحدًا، وأن تدفع عنه إذا ذكره أحد عندك بسوء وأن تظهر مناقبه، ولا تجالس عدوه، ولا تعادي وليه، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله عز وجل لا للناس.
للتواصل مع الكاتبة shema.s00@hotmail.com