
بقلم / فهد عواد الرحيلي/ المدينة المنورة
وزارة التعليم أصدرت قرارها الأخير بجعل العام الدراسي المقبل ثلاثة فصول؛ هذا القرار دفعني لطرح عدة أسئلة وهي: هل يستطيع المعلم أن يؤدي ثلاثة فصول برتم واحد؟ وإذا كانت وزارة التعليم تهدف بهذا القرار إلى مساواة المعلم بالموظف الحكومي الآخر في مدة الإجازة؛ فلماذا لا تصدر قرارا آخر يخص المعلم وتساويه بالموظف الحكومي الآخر في اختيار وقت إجازته في أي وقت من السنة شاء؟! ومما لا شك فيه أن وزارة التعليم تقوم بعمل كبير في الآونة الأخيرة، وقرارتها تصب في مصلحة الطلاب وهذا أمر جيد، ولكن متى ستنظر هذه الوزارة للمعلم؟ وإلى متى تُهمِّش المعلم في اتخاذ قراراته؟
السؤال الكبير الذي يجب أن تجيب عليه الوزارة؛ هل سيقتصر التطوير على المناهج والطلاب فحسب؟ في شركات العالم الكبرى مثل قوقل عملت إداراتها كثيراً على تطوير موظفيها وتحديداً دراسة كيف ترفع من إنتاجهم وبأدق التفاصيل ومراعاة العديد من الجوانب؛ فمكاتبهم مثلا فيها ألعاب للترفية في أوقات الاستراحة!! أنا لا أطلب هذا من وزارة التعليم؛ ولكن كل ما أطلبه هو الاهتمام بالمعلم وعدم تجاهله، وجعل بيئة العمل جاذبة له وليست طاردة مثل ماهو موجود الآن!
والشواهد على هذا كثيرة، فقبل سنتين تقريباً كان عدد التقاعد هو الأكبر في تاريخ الوزارة. في مقالي الأخير بعنوان (عدلي ميزانك يا تعليم ) وصلتني الكثير من الاقتراحات والحلول، وأنا هنا أضع أبرز اقتراح بين أيديكم، وهو استحداث وظيفة جديدة تحت مسمى الأمن المدرسي على غرار وظيفة الأمن الصحي، والتي استحدثتها وزارة الصحة مؤخراً، هذه الوظيفة لها عدة مهام؛ كالحفاظ على أمن المدرسة، وذلك بتنظيم الممرات والإشراف على الطابور والفسحة والانصراف؛ بحيث يكون الأمن المدرسي قادرا على فك الاشتباكات في حال حدوثها، وكذلك يحد من تدافع الطلاب في الزحام، وإسعاف من يتعرض من الطلاب – لاقدر الله- لعارض صحي من اختناق أو كسر أو نحوه، ولكم في الطالب معتز الحارثي خير مثال، ومن مهام الأمن المدرسي أيضاً إخماد الحريق – لاقدر الله-.
إضافة إلى المناوبة عن المعلم في الحصص في حال قررت الوزارة أن يأخذ المعلم إجازته في أي وقت من العام.ختاماً: يا تعليم إن العملية التعليمية تقوم على مثلث أركانه المعلم والطالب والمنهج، فأما المناهج فقد طُورت والإمكانيات قد ذُللت لكي يتعلم الطالب بكل سهولة؛ فماذا إذاً عن المعلم؟! المقال باختصار، إذا كانت العملية التعليمية مثلث أركانه المعلم والطالب والمنهج؛ فإن الطالب والمنهج هما الزاويتان المتقابلتان في المثلث. المعلم هو الركن الثالث، وهو شريان المثلث الرابط بين الطالب والمنهج؛ فإذا طُوِّرَ الطالب والمنهج وأهمل المعلم؛ فكأنما توقف ضخ الدماء عن بقية الأضلاع!!