الزميل الذي أتحدّث عنه اليوم يعجز القلم عن وصف أخلاقه وَطِيْبَتِه وتواضعه وإخلاصه ومحبّته للناس ومحبّة الناس له يتّصف الزميل منذ عرفته بالحكمة والرويّة والرأفة والمصداقية حتى أنّ القيادة التعليمة في إدارة تعليم المدينة آنذاك تُسند إليه بعض القضايا التي تحتاج إلى حكمة وحُسن تصرّف وعقلانية.
تشرّفت بزمالته في الإشراف التربوي سنوات عدّة وجمعتني به أعمال واجتماعات ولقاءات وزيارات للمدارس داخل وخارج المدينة لا أُخفي سرًّا إذا قلت أنّني تعلّمت منه حُسن الخُلق والرزانة والحكمة في التعامل مع الأمور حتّى كُنت أغبطه عليها تولّى قيادة وإدارة مدارس عدّة وأُسندت إليه أقسام وإدارات بالإدارة العامة للتعليم بالمنطقة فكان نِعمَ القائد والمربّي.
ضيفنا هو المربي الفاضل والأستاذ القدير : أحمد بن راشد يحي السريحي حفظه الله ورعاه وُلد الأستاذ أحمد عام ١٣٧٤هـ في وادي الصفراء بضاحية واسط إحدى ضواحي محافظة بدر ، ونشأ وتربّى في ظل أسرة كريمة ، انتقل مع والده إلى المدينة المنورة بُغية الجوار والقُرب من المسجد النبوي الشريف.
بدأ مشواره التعليمي مُبكّرًا عندما ألحقه والده بمدرسة في حيّ السيح بالمدينة شبيهة بنظام الكتاتيب ، ودرس على يد الشيخ صالح جعفر رحمه الله ، كما التحق بحلقات تدريس القرآن الكريم بمسجد الغَمَامة على يد الشيخ عمر ، وكان لهذه المرحلة تأثير إيجابي كبير في حياته اللاحقة.
واصل ضيفنا العزيز تعليمه النظامي بالمدرسة المنصورية وتخرّج منها عام ١٣٨٦هـ ، التحق بعدها بمدرسة عمر بن عبدالعزيز المتوسطة وحصل منها على شهادة الكفاءة المتوسطة التي أهّلته للإلتحاق بمعهد المعلمين الثانوي عام ١٣٨٩هـ ، وبعد حصوله على دبلوم المعلين واصل دراسته الجامعية مُنتسبًا بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وحصل عل بكالوريوس الآداب قسم التاريخ عام ١٣٩٨هـ ، كما حصل على الدبلوم العام في التربية من جامعة أم القرى عام ١٤٠٤هـ.
بداية مشواره الوظيفي كان عام ١٣٩٢هـ مُعلّمًا في المرحلة الابتدائية بمنطقة حائل ، وتم تكليفه مديرًا لمدرسة الشويمس الابتدائية وهو لم يتجاوز التاسعة عشر من عمره.
بعدها انتقل للعمل في المدينة المنورة عام ١٣٩٨هـ مُعلّمًا في مدرسة عبدالله بن رواحة رضي الله عنه ، بعدها مُعلّمًا في متوسطة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم وكيلًا لمتوسطة عمر بن عبدالعزيز وبعدها أُسندت إليه إدارتها.
عام ١٤١٠هـ انتقل وكيلًا لثانوية الأنصار ، بعدها عُيّن مديرًا لثانوية الفتح ، وانتقل بعدها مديراً لثانوية الأنصار عام ١٤١٩هـ انتقل إلى الإشراف التربوي بالإدارة العامة للتعليم ابتدأ مشواره مُشرفًا تربويًا في الإدارة المدرسية ، ثم مُشرفًا في إدارة التربية الخاصة ، بعدها عُين مديرًا لها حتى تقاعده عام ١٤٣٢هـ بعد خدمة حافلة بالعمل الدؤوب قاربت الأربعين عاماً.
وامتدّ عطاء الأستاذ أحمد خلال مشواره المهني عندما ساهم في العديد من الإنجازات التربوية منها : تأسيس مكتبة الإشراف التربوي إعداد سجل المشرف التربوي تطوير قسم الموهوبين.
بعد تقاعد ضيفنا الكريم من العمل الحكومي لم يتثاءب بل استمرّ في نشاطه وركضه في الميدان التربوي ، عمل مُشرفًا لمدارس أهلية لمدة ١٢ عامًا ، كما رأس لجنة التعليم الأهلي بالغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة.
وللأستاذ السريحي أيضًا أعمال وأنشطة فاعلة في الكثير من الجمعيات واللّجان فهو مُؤسّس ورئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء التوحّد بالمدينة ، وعُضو في جمعية الإدارة السعودية ، وعُضو في إدارة الجودة الشاملة ، وعُضو جمعية الأطفال المُعوّقين ، ومُقرّر مجلس التربية الخاصة ، وعُضو الجمعية العلمية للموهبة والإبداع السعودي.
هذه لمحة سريعة لمشوار حافل بالعطاء والإنجازات للأستاذ والمربّي الخلُوق أحمد راشد السريحي ، ولا نملك إلا الدعاء له بأن يحفظه الباري ويُمتّعه بالصحة والعافية ويجزيه عن ما قدّم لوطنه ومدينته وأبنائه الطلاب خير الجزاء ويجعل ذلك في موازين حسناته يوم القيامة.
حفظ الله مملكتنا الغالية ومليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهدنا الغالي الأمير محمد بن سلمان وأدام الله على بلادنا نعمه الظاهرة والباطنة إنّه سميع مجيب.
للتواصل مع الكاتب ٠٥٠٥٣٠١٧١٢
الأستاذ – أحمد بن راشد يحي السريحي
أنعم وأكرم بالأستاذ أحمد السريحي ،، مدرسة في العلم والتربية والخلق، تجلس معه وكأنك في دورة عن التاريخ والتعليم والقيادة ،
شكراً لكم أستاذ حسين على هذا الطرح الرائع