انطلقت اليوم بالعاصمة المصرية القاهرة أعمال الندوة الدولية المشتركة بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية والأزهر الشريف، تحت عنوان: «تجارب رائدة وآفاق مستقبلية في تعزيز قيم الاعتدال والوسطية»،وذلك بحضور وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإسلامية الدكتور عواد بن سبتي العنزي، ونائب سفير خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة الأستاذ خالد بن حماد الشمري والأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الضويني وكيل الأزهر، والأستاذ الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والشيخ أيمن عبدالغني رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، وعدد من القيادات الدينية والعلمية بالأزهر الشريف.
وتهدف الندوة إلى إبراز الدور الريادي لكل من وزارة الشؤون الإسلامية والأزهر الشريف في نشر ثقافة الوسطية ومواجهة الفكر المتطرف، والعمل على وضع رؤية مشتركة تستشرف مستقبل منهج الاعتدال في ظل التحديات الفكرية الراهنة، بما يعزز التعاون والتكامل بين المؤسستين في خدمة الإسلام وقيمه السمحة.
وخلال افتتاح أعمال الندوة، نوّه وكيل الأزهر الأستاذ الدكتور محمد الضويني بالعلاقات الوثيقة والتعاون المثمر بين الأزهر ووزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، وما يجمع المؤسستين من تشاور دائم في القضايا الفكرية والدعوية، مثمنًا الجهود الكبيرة التي يبذلها معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في ترسيخ التعاون وتبادل الخبرات العلمية والفكرية بين الجانبين في البلدين الشقيقين.
وأكد الضويني أن التواصل العلمي بين الأزهر ووزارة الشؤون الإسلامية يمثل ركيزة مهمة في توحيد الجهود لنشر رسالة الإسلام السمحة ومواجهة مخاطر الغلو والتطرف، مشددًا على أهمية التكامل العلمي والتلاقح الفكري بين علماء الأمة، بوصفه فريضة دينية وضرورة مجتمعية. وأشار إلى أن الأزهر بتاريخه العريق، والوزارة بمكانتها وجهودها الحثيثة، يجسدان معنى الأخوة العلمية بين صروح الفكر والمعرفة، بما يعزز قيم التسامح ويؤصل مبادئ التعايش واحترام التنوع الثقافي، ويصحح الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية، في إطار رؤية واضحة لمنهج الوسطية والاعتدال.
بعد ذلك، ألقى وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإسلامية الدكتور عواد بن سبتي العنزي كلمةً أكد فيها أن هذا التعاون يجسد التكامل على البر والتقوى بين المؤسستين، نظرًا لما تمثلانه من ثقل إسلامي كبير وجهود ميدانية مؤثرة تمتد إلى مختلف أرجاء العالم الإسلامي. وبيّن أن هذه الندوة تأتي كخطوة مهمة نحو تبادل التجارب والخبرات بين الجانبين، بما يسهم في تحسين المخرجات العلمية والدعوية وتعزيز أثرها الإيجابي في المجتمعات.
واستعرض الدكتور عواد العنزي ما شهدته المملكة العربية السعودية من التجارب الرائدة في تعزيز الوسطية ومجابهة المغالاة، حيث قامت المملكة منذ نشأتها على الوسطية، ومن ذلك أن جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حين دخل مكة جمع أهل العلم في رحاب الحرم بجوار الكعبة، واجتمع العلماء من كل حدب وصوب، لدراسة أمور الناس وأحوالهم والتشاور في المسائل العلمية بما يعزز الوسطية ويرسخها في المجتمع، كما استعرض ” العنزي ” جهود وزارة الشؤون الإسلامية في مواجهة الفكر الغالي ونشر منهج الإسلام الوسطي المعتدل على مختلف المستويات ومن ذلك حماية المنبر الدعوي وتعزيز رسالة المسجد في حماية وأمن المجتمع.
وفي سياق أعمال الندوة، تحدث المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ محمد بن عبدالواحد العريفي عن الرؤية المستقبلية للاعتدال والوسطية تحت عنوان: «تحديات وآفاق»، مستعرضًا الجهود المبذولة في سبيل نشر منهج الوسطية، وأبرز الوسائل الممكنة لتحقيق الأهداف والتطلعات، وأسس مواجهة التحديات وفق الأساليب الحديثة التي تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية في العمل المؤسسي المشترك.
وأكد الشيخ محمد العريفي على ضرورة دراسة فكرة إعداد استراتيجية متكاملة شاملة لإنشاء مراكز مؤسسية لدراسة الوسطية والاعتدال، بهدف تطوير مفهوم الخطاب الدعوي، مؤكدا أن المؤسسات الدينية تحمل مسؤوليات كبرى في تعزيز الوسطية ومجابهة الغلو والتطرف وصياغة خطاب عام لجميع المسلمين.
وفي ختام الندوة، أكد المشاركون أهمية استمرار التعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية والأزهر الشريف، وتفعيل البرامج والمبادرات المشتركة التي تعزز منهج الاعتدال والوسطية وترسخ قيم التعايش والتسامح في المجتمعات الإسلامية.



