ليس أسهل من أن نوزع نصائح على الأخرين ونهمل تطبيقها على أنفسنا بكثير من الأحيان وحيث تبقى البيوت تسكنها الأسرار وبصمت معتمد تمر الحياة بحلوها ومرها الطلاق الصامت يسكن الكثير من المنازل ولأسباب عديدة يؤجل القرار، أحياناً بسبب الأولاد ليكبروا، أو خوفاً من حديث الناس أو لأسباب مادية أو عقلانية بقرار بالتأقلم أو التعايش مع الواقع أو تحت عنوان اتفقنا على أن لا نتفق.
لربما يكون احياناً الطلاق فرج ورحمة، ولكن بعد كثرة الطلاق في مجتمعنا، وسرعة القرار بأخذه، علينا أن نقرأ هذا الموضوع بتأني وتركيز وهدوء من أروع ما كتب ورويّ : أحد القضاة يروي قضية طلاق بين زوجين والزوجة هي من طلبت الطلاق.
يقول القاضي : الجلسة الأولى أجلت القضية لأجل بعيد، كي أترك مجالاً للصلح فاجتمعت الخصومة في الجلسة القادمة يقول القاضي فسألتهم إذا كانا قد تراجعا عن الطلاق فأكد الطرفان بوجوب الطلاق قال : فأجلت الجلسة وهما في قمة الإنزعاج يريدان إنهاء حياتهم الزوجية بأسرع وقت.
يقول القاضي : برغم تذمرهم أجلت لمرات عدة، ثم عقدت جلسة وطلبت من الرجل أن يجلس على كرسي وطاولة، وأن يذكر عشر حسنات لزوجته ويكتب فقط حسنات..!! قلت لهم تأكدوا لن أقرأ ما ستكتبون أنتم فقط ستقرؤونه فاكتبوا دون خجل.
بعد إنتهاء الزوج من الكتابة طلبت من الزوجة أن تقرأ بسرها، حيث بدأت الزوجة تقرأ وتنظر في وجه زوجها وبدأت الإبتسامة ترتسم على وجهها وبدأت تزداد الإبتسامة وتشرد بعيني زوجها، تارة تلقي إليه نظرة جريئة، وتارة تنظر نظرة خجل، وترمي ببصرها غضاً لقدميه.
والزوج دائم النظر إليها وبابتسامة مستدامة ثم جاء دور الزوجة فكتبت عشر حسنات ولما انتهت بدأ الزوج يقرأ ويبتسم ويمعن النظر بزوجته وهي تارة تنظر في عينيه وتارات للأرض.
يقول القاضي : وللصدفة، لم يكن سواي وسواهم في القاعة فخرجت لدقيقتين ولما عدت سمعت همساً يعاتب حبًا قد كان طلبت منهم عدم التكلم معي وأن يخرجا سوياً، ويا حبذا لو دعوتها لتناول طعام الغداء في مطعم.
غداً تعودان وسأنطق بالحكم الذي تريدانه فوافقا، وخرجوا، ولكن عادوا من الغد يداهما متعانقتان ووجوههم مبتسمه فقلت لهم هل أثبت الطلاق..؟؟ قالا بصوت واحد : لا نحن عدنا لبعضنا بالأمس وأنتهت كل المشاكل بيننا بما استعدناه من الحب الذي بيننا.
يقول القاضي الرائع الراقِ : وإلى الآن لا أعلم لا أنا ولا أنتم ماذا كتبوا..؟؟!! وأنا وإياكم لا أعلم.. لكنني أعلم كم نحن بحاجة لمثل هذا القاضي وهذه القامات التي لا تنظر إلى مراكزها على أنها مناصب تعلو بها على البشر وترفع أنوفها تكبراً وتجبراً.
مع احترامي الكامل للقضاة ووسطاء الصلح إخواني وأخواتي أحبائي: الصلح بلمحة زوج وزوجة أنظروا لحسنات بعضكم بهدوء
صدقوني.. فلننظر إلى حسنات الأصدقاء والإخوة وكل من حولتا تصبح الحياة أجمل.
اللہُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم.. يجعل اللهُ أبواب منازلكم للوفاء بابًا، وللسعادة أسباباً وأسعد نفوسكم الطيبة ووهبكم حياة رغيدة سعيدة مليئة بالمحبة والصحة والخير والبركة والهدوء والطمأنينة والسكينة وراحة البال.
وأغدق عليكم الخيرات والرزق والبركة وسلمكم من الهموم، وقضى لكم الحاجات وليشملنا معكم فإنه سميع مجيب الدعوات.
للتواصل مع الكاتب KhaledBaraket@gmail.com



