بعد أن يعرف الفرد الحقوق التي عليه تجاه خالقه و تجاه كلامه سبحانه وتعالى وتجاه نبيه عليه الصلاة والسلام ، فإنه يُنظر إلى هذا الفرد في السلوك الناتج عن هذه المعرفة مع المجتمع الذي يعيش فيه ، فكلما كان الفرد ذو تربية سليمة كان مؤديا حقوق غيره على أكمل وجه ، وأولى من في المجتمع بأداء الحقوق إليهم هما الوالدان اللذان كانا السبب في وجوده بعد قدرة الله عز وجل . فإذا عرف أن الله عز وجل قد أمر بالتربية معهما ومعرفة مالهما من حقوق وتقديرهما والعطف عليهما والرفق بهما والعمل على خدمتهما والبر بهما ،كان أحرص على أداء هذه الحقوق.
كما حث سبحانه وتعالى على الأدب في الخطاب معهما فقال سبحانه : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء / 23-24 . فتقاس تربية الفرد بمقدار تربيته مع والديه.
فكل سلوك سوي وفعل حسن مع الوالدين يبين لنا أن هذا الفرد ذو تربية صالحة وذو سلوك سوي منضبط ومتزن.
وعلى ذلك فإن أعظم التربية بعد التربية مع الله تعالى ومع كلامه ومع نبيه صلى الله عليه وسلم هي التربية مع الوالدين ، فمن كان محسنا لهما ، كان مع غيرهما كذلك.