
” قال رسول صلى الله عليه وسلم :
ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان..
فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً..
ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً.. ”
وقال السيد المسيح : اعطِ من ذاتك..
راقت لي..رغم ألمها..وهي قصة حقيقية..
تقول إحدى الطالبات : كنا في المرحلة الثانوية وكنا في أوقات الاستراحة، نجتمع مع بعض الزميلات ونضع فطورنا مع بعض دون أن تعرف إحدانا ماذا جلبت الأخرى..!!
وكانت هناك طالبة مسكينة لم تكن تجلب معها شيئاً، فأقنعتها بالجلوس معنا ، لأننا لا ندري من شارك وجلب الطعام ويظنونها مشاركة..
واستمر الحال هكذا لفترة طويلة إلى أن اقترب وقت تخرجنا من الثانوية، وقتها توفي والد هذه الطالبة، وفجأة تغيّر حال هذه الطالبة المسكينة، فأصبحت في وضع أفضل من ذي قبل، تعتني بلباسها وتأتي بالطعام يعني صارت بوضع جيد..
فتوقعت أنها ورثت شيئاً من أبيها..!!؟؟
فجلست معها وقلت لها : يا صديقتي ماذا جرى معك، وما سر هذا التغيير المفاجئ..!!؟؟
فأمسكت بيدي وبكت وقالت : والله يا صديقتي
انت كنت تشعرين بي وأشكرك ، لكن صدقيني كنا ننام أحياناً بلا عشاء، وأنتظر ذهابي للمدرسة صباحاً لكي أتناول الطعام معكم من شدة جوعي
وكانت أمي المسكينة من حرصها، تخبئ خبز العشاء لفطور الصباح لإخواني ، فأخرج باكراً من البيت متعمدة لكي أوفر لهم زيادة من الطعام….
أما الآن بعد أن مات أبي رحمه الله، أصبح كل من حولنا من أقارب ومعارف وأصدقاء يعطوننا ويعتنون بنا ، كوننا أصبحنا أيتاماً..
قالت لي : تمنيت لو شبع أبي قبل ما يموت..
قالتها بحرقة والدموع ممزوجة بأحرف كلماتها..
قالت لي وبألم لا يوصف : يعني لم ئعرفوا يوماً
بجوعنا، وأننا محتاجين إلا بموت أبي..!!
بكت بحرقة وهي تقول هذه الكلمات ومازلت أحس بحرارة دموعها ، وحرقتها إلى الآن..
العبرة..والسؤال..!!؟؟
هل يجب أن يموت الإنسان الفقير، حتى يشعر بعض الأغنياء بجوعه، أو حتى تتصدق بعض الناس الميسورين على أولاده الأيتام..!!؟؟
ما بال بعض الناس الميسورين اليوم، أين الإنفاق
أين من يسأل عن دار المسنين ودار الأيتام..
أين إغاثة الملهوف، أين أذانهم عن سماع صوت أنين المحتاجين والموجوعين ،أين الرحمة..!!؟؟
وكما يقال : الله لا يخلينا من أهل الخير والكرم..
ونحن نعلم وغيرنا يعلم.. بكل ثقة، إن الكثيرين يمتلكون مثلهم، من المال أو لربما أكثر منهم.. ولكنهم لا يسألون.. ولا يسمعون إلا أنانياتهم..
انفقوا..ينفق الله عليكم..
اللهم..إكرمنا بكرمك، واجعلنا من اهل الكرم.
للتواصل مع الكاتب KhaledBaraket@gmail.com