طرح أحد الزملاء على المغرد (تويتر) سؤالا، هو: (كيف تنجو في هذه الدنيا لتحيا كإنسان؟!) فكتبت ما يلي:
أولا: تتعامل مع الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم. وفي الله لا في المصالح والماديات.
ثانيا: ألا تغتر بالكثرة، فالحق لا يعرف بالكثرة؛ بل الحق غالبا ما يكون في جانب القلة. إذا صححت نظرتك للكون والنفس والحياة؛ لترى كل ذلك من هذا المنظور الإسلامي والقرآني؛ اطمأنت نفسك، ولم تضطرب.
ثالثا: القناعة والرضا بما منحك الله، والطموح للأفضل بعمل وجد وإخلاص، وتوقن بعقيدة القضاء والقدر، فما قدر لك؛ سيأتيك على ضعفك، وما لم يقدر لك؛ لن تناله بقوتك.
رابعا: المقارنة بينك وبين الآخرين؛ غالبا ما تكون ظالمة، فلا تقارن في أمر الدين بمن هو دونك؛ بل انظر لمن هو أفضل منك، فسابقه، ولا تنظر في أمر الدنيا لمن هو فوقك؛ بل انظر لمن هو دونك؛ لتشكر لا تبطر، وذلك أجدر ألا تزدري ولا تحتقر نعمة الله عليك.
خامسا: اعلم أن الإنسان مكون من جسد وروح، ولكل منهما غذاء، وغذاء الروح العلم النافع والعمل الصالح، كما في قوله تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة…). وغذاء الجسد تغذيته بالحلال والطيبات، وحميته عن الشهوات والمحرمات، والإخلاد إلى الأرض والسفليات، فلا تسعد الروح حتى ترتقي إلى العلويات، هذا قدرها، وبغير ذلك لا تسعد إلا وهما لا حقيقة، كحال أكثر أهل الأرض والسفليين.
سادسا: التوسط في كل أمورك، وجميع شؤونك، وتتبع سنن المرسلين في الأكل من الطيبات، والتزوج من الصالحات، وأن تعيش حياتك متبعا متأسيا بهم، مفعلا لحقائق القرآن في واقع حياتك.
سابعا: أن تعلم أن الإنسان كلما تقدمت به الحضارة، وأحاطت به المدنية؛ تعقدت الروح، فكلما ترفه الجسد؛ تعقدت الروح، وكلما تنعم الجسم؛ تعذبت الروح، فالإنسان لا بد له من تنزه وسياحة وانبساط، بعيدا عن تعقيدات العيش، والتي في كثر منها هي من فرض الناس أنفسهم عليهم، فيشقون أنفسهم بأنفسهم.
للتواصل مع الكاتب – @Amhtr1414