أخبروا العالم، أن طفلتكم أصبحت فتاة ناضجة! لم تنضج بعمرها، بل بمواقف ما تراه عيناها!
أخبروا العالم، بأننها أصبحت راشدة! ترشد الأيام عن طريقها الضائع، وهؤلاء البشر يجعلونها تيقن بأن لا خير إلا بمن أخلص لك العهد.
أخبروا العالم، بأننها بدأت تضيع، تضيع عن الطريق السليم، وأن حياتها أصبحت هادئة! لا حياة فيها بتاتاً، أصبحت هي الحياة لغيرها! ولكننها لن تستطيع العيش أكثر؛ فطاقتها وشكت على النفاذ.
أخبروا العالم، بأن تلك الدموع التي تنهمر أمامكم، وأنتم تحسبوننها لا تستطيع إمساكها، بأنها دموع تمزقت من جوف طيبة قلبها التي ورثتها من مربيتها “أمها”، وأن هذه الدموع، دموع ندم بأنها صادقتُ الطمأنينة، فحتضنتنها أمها وأخبرتها بأن لا تخاف من سرعة الوقت الذي يمضي، وأن تخاف من عالمها.
أخبروا من رباني… أمي العزيزة.
أخبروها بأنني كبرت، وأصبحت أرى جملة “تشبهين امك” جملة غزل لي، ليست فقط في التشبيه، بل تشعرني بأنني أشبه أمي بعطائها المنهمر الذي لا حدود فيه، يشعرني بأنني أشبهها بطيبة قلبها، ولسانها العطر بذكر ربه، وبذكر الناس عنها.
كل مافي الأمر، أن طفلتك نضجت! أصبحتُ أخاف فراقك يا أمي، إنني أخاف أن يأتي يوماً، أستيقظ ولا أراكِ بجانبي، أمشي ولا أراكِ خلفي حينما أتعثر بخطواتي؛ فلا يكون هناك من يمسك بي قبل سقوطي.
إنني أشعر بالذعر عندما أغادر غرفتي، وأكون أنذاك أشعر بالإنطفاء وأريد البكاء.
في تلك اللحظة، تتساقط دموعي، وأبكي في حضنك، وأخبرك عن همي، فتزيلي ألمي، وتشعريني بأن الأمر سيمضي، وإنك معي.
أخبروني قبل كل شي، أين سأجد مثل تلك الروح الطيبة؟
أين أجد صديقة مثلك؟ أنتي علمتني الحب، والكرم، والعطاء لمن لا يداويني؛ لأن ذلك من أشرف الأصول.
للتواصل مع الكاتبة AlhjylyDanh@