أنظر للحياة بعين الجمال
كثير من البشر يبدئون يومهم بالنظر لنصف الكوب الناقص ويغمضون اعينهم عن رؤية الجمال واقصد بالجمال جمال كل ما هو حولك من رؤية وجهك الحسن بالمراءة الى مشاهدة جمال بسمة طفل او تأمل موقف انساني على الطريق الى رؤية جمال الطبيعة حولنا استنشاق رائحة الأشجار المنبعثة من المزارع على جانبي الطريق الى الاستمتاع لتغريد عصفور الصباح وهو يشدو بصوته ويترنم . ابحث عن الجمال واكتشفه كجمال شعور الاحساس بمغازلة دفئ خيوط اشعة شمس الصباح وهي تلامس وجهك الى جمال عبق رائحة عطرك حين تخاطب ذكرياتك الجميلة لتعيدك الى زمان مضى او مكان , تمتع بجمال تنسيق ما ترتديه من ملابس كل صباح وما تختارين من إكسسوارات تزيدك جمال.
عش تلك التفاصيل باستشعار جمالها كل يوم استشعر كل التفاصيل من استيقاظك من النوم بكامل صحتك الى عودتك الى فراشك الدافئ ليلا لترتاح ولا تهمل التوكيدات او الامتنان الصباحي امتنان لكل ما هو جميل في ذاتك وحولك كم يضيف الامتنان لك طاقة نورانية ورضى وسلام وسكينه واتساع في كل شيء كيف لا يضيف والخالق جل وعلا يقول (ولئن شكرتكم لأزيدنكم) وكم ترفع التوكيدات ثقتك بنفسك وحبك لذاتك واستحقاقك فلا تعود بحاجة الى شحذ كلمات الثناء والتشجيع من البشر وان أتت فلا باس انت تستحقها وهي نعمة أخرى امتن لله عليها.
ولا اقصد هنا بالتفاؤل ان اتظاهر بالسعادة والفرح تلك تسمى بالإيجابية السامة والتي تعني تجاهل مشاعرنا وما هي عليه من انخفاض وارتفاع كل يوم ورغم ان تغيرها امر طبيعي يمر به كل البشر لكن المقصود هنا هو التركيز على عيش اللحظة والتي تجعل العقل في حالة الحضور أكثر ويفصلنا عن القلق والخوف من المستقبل وما يحمل من تحديات او إطالة الوقوف على اطلال واحزان الماضي ان علينا فقط مراقبة تفكيرنا ومحاولة ارجاعه الى قوة الآن.
وآلية تأمل الجمال وملاحظته يجعلنا نصل لهذه القوة في السيطرة على العقل بدلا من الدخول في التفكير بطريقة التماثل الزمني والخوض في مشاعر القلق والخوف والحزن وما يتبعها من مشاعر تساهم في خفض طاقتنا منذ الصباح , الذكاء هنا في قوتك وقدراتك على ارجاع العقل الى هنا وهنا فقط أي هذا الوقت الذي نحن فيه يكون ويحدث ذلك عند التركيز على هنا او الان ومن الطرق التي تساعد في الحصول على اللحظات الملكية إن جاز لي تسميتها بذلك هي ممارسة أنشطة جديدة لم نمارسها قبل فيها من التحدي والمتعة ما يجعلنا نركز عليها كل التركيز كرحلات الهايكنق او تمارين اليوغا والتأمل او الرسم وغيرها بحيث نكون حاضرين بكل مشاعرنا وافكارنا وحضورنا هنا سيكون مختلف فالحضور هنا هو حضور روحا وفكرا وجسدا كيف لا اطلق عليها لاحظات ملكيه اذا.
اننا كلما تخطينا مخاوفنا وخرجنا عن منطقة الراحة والأمان وما يسميها الاخصائيين النفسيين منطقة COMFORT ZON كلما تفاجئنا بقوة قدراتنا الخفية الخارقة واستطعنا ضبط ومراقبة تفكيرنا عند ممارسة كل نشاط نقوم به خارج منطقة الراحة والأمان بحيث نبتعد عن التفكير الزمني ماضي او مستقبل ونركز على الان وعلى النشاط الذي نمارسه او اللحظة التي نحن بها الان , ناهيك عن الانغماس في تأمل الجمال فيك وفيما حولك ومخاطبته والتحاور مع تفاصيله والتعبير عنه فانت تعيش الان وتستقبل تواصل عجيب وفريد بينك وبينه يصل الى كينونتك وتصل الى كينونته فافتح عين القلب على الجمال وتأمله واشحن من طاقته ما يجعلك تشاهد جميع الاكواب مملوءه . دمتم بخير وسلام داخلي.
للتواصل مع الكاتبة marmareman2@yahoo.com