صباحي اليوم من أنا؟
بالأمس حضرت لنادي ثقافي كانت هذه المرة الأولى التي أحضر فيها هذا النوع من النوادي الثقافية كنت أبحث منذ زمن عن هذا النوع من التجمعات الثقافية وهذه العقول النيرة وتلك الإثرائيات الثقافية المفيدة التي تطور الإنسان ثقافياً ، وتنمى تواصلها وتقوي لغته العربية وتضيف لحديثة مصطلحات لغوية تزيد حديثة بلاغة وجمالا وقوة.
كل ماكنت أبحث عنه بصدد ذلك وجدته ولله الحمد ولكن التفسير المنطقي والعلمي لأسباب عثوري على هذا النمط من اللقاءات الثقافية في هذه الفترة من حياتي ولم أستطع العثور عليه من قبل بسبب أن كل مرحلة من حياة الإنسان يجذب فيها من هم على نفس مسار طاقته فنحن في كل مرحلة من عمرنا نلتقي بأشخاص على نفس مسارنا ، وكلما ارتفع وعينا ونضجنا سنلتقي ونجذب من يشبهونا ، وأنا وإن كنت منذ زمن أتمنى أن ألتقي بمثل هؤلاء المثقفين وأسعى إلى حضور مجالسهم والاستفادة من محتواهم الثقافي والإثراء من عقولهم لم أنجذب إليهم لأنني لم أطور نفسي ولم أرفع طاقتي في هذا المجال في تلك الفترة.
أما الان وعندما ركزت واجتهدت على ذلك وارتفع وعيي ونضجي دخلت في طاقتهم وفي مسارهم وإن كانوا هم في مسار أعلى قليلا بحكم أسبقيتهم في هذا المجال وخبرتهم ، ولكنني قريبة من مسارهم وطاقتهم ولذلك التقيت بهم.
حضوري كان له أثره الأول هوكتابة مقالة هذا اليوم حيث استوقفني موضوع خطبة ارتجالية ألقاها أحد الأعضاء بعنوان 🙁 من أنا؟ ).
سؤال عميق جدا أثار الفضول في نفسي ووقفت أتأمل حقيقة لماذا لم نسأل أنفسنا يوما من أنا ؟
لا تقلقوا لقد سؤلنا من قبل هذا السؤال كثيرا وفي كل مناسبة عائلية حين كنا أطفالا صغارا من أنت؟ لكننا كنا نجيب أنا ابنة فلان أو ابنة فلانة أو إنا فلانة، ولا نزيد حرفا ، لم نتعلم ونتدرب أن نتحدث عن أنفسنا حتى بقي هذا السؤال أصعب سؤال يوجه لنا في الدراسة أو في الملتقيات التعليمية ونتمنى أن لا يأتي دورنا في تعريف أنفسنا ، كنا نهرب من التحدث عن ذواتنا وهي أقرب روح لنا!!
لكنني في هذا اللقاء تعلمت تعريف آخر للإجابة على من أنا والتعريف بنفسي
وهو وصف من خيال؟
ماهي روحها ؟
ماهي صفاتها ؟
ماذا تحب وماذا تكره؟
بماذا تتميز؟ ماهي طموحاتها؟
ماهي رؤيتها المستقبلية لنفسها؟
وهنا تساؤل لماذا حصرنا الإجابة على سؤال من أنا في التعريف على مسيرتنا العلمية وما حققنا من إنجازات وما حصلنا عليه من شهادات علمية؟
من أنا ، خيال؟
سؤال عميق جدا يحتاج إلى صفحات كثيرة للإجابة عليه فأنا سأغوص داخل أعماق خيال لأتحدث عنها سأذكر الجانب المنير والمظلم من شخصيتها سأكون صادقة معها لاقف على نواحي الضعف فيها فأقويها وأطورها سأعترف لنفسي بكل ما أخفيه من جوانب في شخصيتي سأتحدث لنفسي عن نفسي دون خجل أو خوف.
الحقيقة أنه لكي أجيب على هذا السؤال لابد أن أتعرى أمام نفسي و أخاف أن أغوص بداخل خيال وإكون شفافة معها فأكتشف شخصية أخرى فيها لم أعرفها من قبل أو أخفيتها قصرا حتى لا تظهر على الرغم أني أعلم أنني سأرتاح و سأحرر ما في داخلي من الأثقال التي إحس إنها كالجبال على كتفي.
كم تؤلمني تلك الأثقال وتثقل كاهلي قد قرأت في أن الألم الجسدي أساسه يعود إلى جذر في الطفولة ولكي يتم الشفاء لابد من معرفة الجذور التي ترتبط بالطفولة ليتم الشفاء.
من أنا؟ سؤال صعب لكن الإجابة عليه سوف تشعرك بالراحة والسلام إذا كانت الإجابة صحيحة وخالية من التزييف والكمالية والمثالية لو صدقنا مع أنفسنا وكنا واضحين.
ولكن من سيقول من هو؟
او من هي ؟ من لديه الشجاعة والقوة ليقول من هو؟ نحن فقط ماهرون في الإجابة عن من هم أو من هو أو من هي؟ أما من أنا فلا .حتى من نحن؟ نستعين بالإجابة عليها بمصادر أخرى.
دمتم بخير وسلام داخلي.
للتواصل مع الكاتبة marmareman2@yahoo.com