
ما أجمل أن يخلو المرء بنفسه ! لحظات يقف فيها متأملا يراجع حساباته ، يُصفي ذهنه ، يجمع شتاته ، يتذكر اللحظات السعيدة ، يقوي نفسه بالإيجابية ، يلملم جراحه ويقوي عثراته بالصبر والاتزان وحسن التوكل على الله سبحانه وتعالى، ما أجمل تلك اللحظات! فيها محاسبة النفس وتقويتها على فعل كل شيء جميل قال تعالى :((لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللّوامة )).
على كل شخص منا أن يقف تلك الوقفة مع ذاته، لكن لا يحملها فوق طاقتها ويجلد في نفسه بما يُسمى جلد الذات، ولكن يحاول بقدر الإمكان تصحيح مساره ومحاولة الإقلاع عن ذنوبه و أخطائه ويتعلم فن التعامل وفن كيف يرحل؟! عن المواقف والأماكن والشخصيات التي تجهد قلبه وتأخذ من صحته ، يتعلم فن إدارة حياته وأزماته لكي ؛ تسير بشكل صحيح يُرضي فيها ربه عز وجل وفي نفس الوقت يُحقق ذاته في الوصول لأهدافه ومبتغاه.
قال الشاعر:
نفس عصام سودت عصاما
علمته الكر و ا لا قداما
لذلك ينبغي علينا التخطيط الجيد لحياتنا ومستقبلنا ومحاولة تفريغ للطاقات السلبية والوقوع في الأخطاء بكثير من التأمل والتخطيط الجيد؛ لحياة أفضل للعلاقات حتى في الإدارة المالية، عندما تسكن إلى نفسك ،وتخلو بها فإنك حتما تراجع نفسك على أهمية التخطيط لِمَالِك وإدارته بشكل أفضل وتبعد نفسك عن الديون فإنها -همٌ في الليل ومذلةٌ في النهار- فتخطط جيدا وتتعلم فن الادخار بدلا من إحاطة الديانة بك وتقضي حياتك مهموم حزين مطالب من كل الجهات ، لذلك لو تعلمنا فن التأمل لحياتنا؛ لأصبحنا سعداء رحماء، يرحم بعضنا بعضا ولا يجرح أحدٌ منا الآخر لأننا؛ تعاهدنا مع أنفسنا على الحب والوِّد والإخاء ولُمنا أنفسنا على الذنوب وجرح الآخرين وخذ لانهم وظلمهم !! لو تأملنا حياتنا وعلاقاتنا لأصبحنا؛ أمة يشار لها بالبنان قوةً وتماسكا ورفعةً ، إنَّ ما نراه في وسائل التواصل وعلى مدرجات الملاعب و الروح الغير رياضية يعكس تماما ما أقوله ، فالمسلم لا يخذل المسلم ولا يظلمه قولا وفعلا.
قال الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي :
لو تراحم الناس ما كان بينهم جائع ولا عار ولا مغبون ولا مهضوم.
لذلك نحتاج وبقوة لحظات التأمل في حياتنا.
للتواصل مع الكاتبة faiza11388