
معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ، قد رعى اليوم، الملتقى الثقافي “راية تسمو بالتوحيد”، والذي اقيم اليوم ، احتفاءً بيوم العلم للمملكة العربية السعودية.
وقال الدكتور “السديس” في كلمة ألقاها بهذه المناسبة: إنَّ مِن عظيم النِّعم؛ نِعْمَةَ علَم وطَنِنا المفدَّى، الذِي لَا يُضَاهَى ولَا يُضارَع، المُتفرِّد بِكلمَة التَّوحِيد الخَالِصَة، الوَضِيء بالعقِيدَة الربَّانِية، المُتلألِئ بِاسْم نبيِّنا خَير البَريَّة، المُتضوِّع بالرِّسالَة الخَاتِمة الشُّمُوليَّة العَالِميَّة، الرَّائِد فِي إحْكَام عُرَى الأُخوَّة الدِّينِية وَالإنسَانِيَّة، المُتمايِز بِالأصَالةِ الإِسلَامِيَّة وَالتَّأريخيَّة، المُعبِّر عَن حضَارتِنا وخصُوصيَّتنا الثَّقافِية وهويَّتنا الوَطنِية، المُشِع بِمنهَاج المَملَكة العَربِيَّة السُّعودِية، واعتِزازِها بالإسِلَام دستُورًا وبالشَّريعَة المُحمَّدِية.
وأضاف : لقَد سطَّر علَمنا جوهرًا أَحاطَ جِيد وَطَنِنا، فَصَاغَ عِقدًا نَظِيمًا بَينَ أَبنائِه مِن الوَحْدة الوَطِنِيَّة، والمُجَانسَة والمُصَاهَرة والائتِلَاف، والسَّمع والطَّاعَة مَنشطًا ومَكرهًا، وَالتَّناصُر وَالحَمِيَّة وَالاصْطِفاف، وقَهْر اللُّد الغَاشِم المُتَربِّص، ونَبْذ التشَرذُم وَالاخْتِلَاف، وَبَحبُوحَةِ عَيشٍ وظُلَّة مَأمَنٍ إِيلَاف، فِي طَلعَة مُونِقة سَائِرة مَضرَب الأمثَال، وَمُبتغَى الآمَال.
وأكمل الشيخ “السديس” : فعَلمٌ هَذِه مَآثِره ومَفاخِرُه، ألَا حَفِيٌّ بِالاحِتفَاء بِيومِه؟! وجَدِيرٌ في نُفوسِ المُواطِنين غَرْس نَفاستِه وقِيمَته وقيَمِه؟ وَلا سِيَّما النَّاشِئة؛ لِيشْكُروا اللهَ عَلى جَليلِ هِبَته، ولِيُوفُوا هَذا العَلم حقَّ حقِّه، فِي إيمَانٍ واتِّباع صَادِق لمضمُونِه، وَحبٍّ للوَطنِ والمَليكِ والعَلم، وذَودٍ عَن المُقدَّسات والمُقدَّرات والمُنجزَات، مُردِّدينَ بِلسَانِ الحَال وَالمقَال: اللهُ أَكبرُ يَا مَوطِني، عِشتَ فَخرَ المُسلِمين، عَاشَ المَلكُ للعَلم والوَطن.
وأشار الدكتور “السديس” : إلى أنَّ كَلمةَ خَادِم الحَرمَين الشَّريفَين المَلِك سَلمان بِن عَبد العَزِيز -أيَّدهُ الله- فِي يَوم الاحتِفاء بِالعَلم ذَاتُ مضَامِين سَامقَةٍ، عَميقَة الأثَر والمَعنَى، فَهِي تُؤكِّد اعتِزاز المَملكَة العَربيَّة السُّعوديَّة بهويَّتها الدِّينِية والوَطنيَّة، وَاعتِدادهَا بتَليد أمجَادِها ومَورُوثِها، وافتِخارِهَا بِرمزِيَّة العَلم، وبما يُجسِّد مِن دَلائِل عَظيمَة مُبجَّلة.
واختتم الشيخ “السديس” بقوله: أَفَاضَ اللهُ عَلى بِلادِنا عَمِيم الخيرَات، وحَفظ خَادِم الحَرمَينِ الشَّريفَين، وسُمو وَلي عَهدِه الأمِين، وَنفَع بِهما البِلَاد والعِباد، وَخلَّد عَلينَا الأمْن ووَرِيف الظِّلال، وَحَقَّق مَنشُود الرُّؤى فِي أَخيرِ حَال، وَأعْقبَ بِالمسرَّة كُل مُنقلبٍ ومَآل، إنَّ رَبِّي سَميعٌ مُجيبٌ كَبيرٌ مُتعَال.